اللعبة القذرة وخونة التطبيع..

بقلم: الدكتور سليم الخراط الكاتب والخبير الإستتراتيجي

وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
في خضم الاحداث اليوم ومن خلال انعكاسات وارتدادات صفقة القرن ، وانكشاف اللاعبين الاساسيين من العرب اولا والذي كانوا يتخفون في الظل وراء الشعارات والقوميات والعروبة الزائفة ، حيث تتوقع إسرائيل موافقة الفلسطينيين على الخطة التي طرحها ترامب للسلام ، كما حدث في الماضي عند اعترافهم بإسرائيل وتوقيعهم (اتفاق اوسلو) ، وهم يرفضون أي مبادرة في بدايتها كما تتوقع هي ، وعندما يعرفون أن الرفض لن يفيد يوافقون ، فقد سبق أن اعترفوا بإسرائيل ووقعوا اتفاقات أوسلو مجبرين ، وكان العرب الداعمين للصهيونية وعلى رأسهم حسني مبارك ، من خلال دور مصر في تطبيع العلاقات عربيا ، والذي حملت اثقاله ومهام تنفيذه منذ كامب ديفد ، وتقوم على قيادة وسباسة تنفيذ هذا التطبيع عربياً ودولياً ، ولا يمكن ان تنسى اسرائيل ماذا قال مبارك لعرفات والى جانبه الملك حسين ورابين ، وقع يا ابن !! اهانة وجهت للختيار الذي كان رمز المقاومة الفلسطينية ، ولشعب فلسطين الجبار ، واليوم يتاكد لمن عليه ان يتاكد ، ان ياسر عرفات حقيقة وواقعا ، كان رجل فلسطين وشعبها ، ولكنه كان ما بين المطرقة والسندان .

– لذلك ترى إسرائيل ، أن الرفض الفلسطيني المستمر لأي نوع من القرارات منذ اتفاقات أوسلو ، وشبعهم بشعور القوة ألحق بهم الأذى وبفرص التسوية الواقعية ، وفي كل مرة يرفضون فيها ، تتقلص حالتهم المقترحة .
من هنا نجد ان ما تتوقعه إسرائيل هو موافقة الفلسطينيين على الخطة التي طرحها ترامب للسلام ، كما حدث في الماضي من اعترافهم بإسرائيل وتوقيعهم (اتفاق اوسلو) ، وهم يرفضون أي مبادرة في بدايتها كما السابق ، وعندما يعرفون أن الرفض لن يفيد يوافقون ، فقد اعترفوا بإسرائيل ووقعوا اتفاقات أوسلو .

– لذلك نجد فرنسا اليوم مستعدة لرعاية مساعي السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والمفاوضات بين الطرفين على أساس حل الدولتين ، مع القدس كعاصمة ، كل مبادرة في الاتجاه متعدد الأطراف لن تكون فورية طالما لا توجد أزمة بارزة على الأرض ، كما أن حملة الانتخابات الإسرائيلية ستؤثر على قدرة اتخاذ القرارات في هذا الشأن .

– لذلك كانت خطة نتنياهو ليست جلب السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات ، لأنها ما زالت تحمل بصمات الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية القائمة على تراث الحل المرحلي وترفض الانخراط في مباحثات قائمة على بنود الخطة بأبعادها الثلاثة على حساب فلسطينيي 48 و67 والشتات ، وهو يراهن على حركة حماس كبديل محتمل ، نظراً لتحكمها بالسلطة المنفردة في القطاع واستعدادها التعاون مع اسرائيل في الباطن الغير المعلن .

– في وقت تقود السويد مبادرة لاعتراف مشترك بـ(الدولة الفلسطينية) رداً على صفقة القرن ، وقد ناقشت المبادرة مع وزراء خارجية فرنسا ، بلجيكا ، اسبانيا ، إيرلندا ،البرتغال ، فنلندا ، مالطا ، وسلوفانيا ، و ليس من الواضح إن كان سيؤيد جميعهم العملية ، وترى إسرائيل أنه ليس من المعقول أن يتخذوا موقفا أكثر تشددا من عدد من الدول العربية ، الذين لم يدينوا الخطة أصلا .

– فالرهان اليوم على القيادة الفلسطينية بعد ان سقط القناع عن كافة الاتفاقات ، منذ اوسلو وحتى اليوم ، فهل سيستطيع القادة الفلسطينيين اليوم ان يتخذوا موقفا واحدا بحق قضيتهم وشعبهم في مواجهة المؤامرات ، التي لا تتوقف ضد القضية الفلسطينية ، ام انهم سيلقون في سبات وضياع وتشتت ، في وقت فلسطين يتم محوها كاملة من خريطة العالم ، فاين شرفاء فلسطين ، واين المقاومة ، واين البندقية ، التي هي مفتاح فرض القوة والاحترام ، فالعودة للعمل الفدائي النوعي هي المطلوب اليوم ، والخروج من عباءات الخونة بحق القضية الفلسطينية هو المطلوب اليوم ، فزمن مضى ، وقوى ذهبت ، وقوى تحضر من جديد عبر جيل خرج من تحت الرماد مقاوما ، وشعب فلسطين اليوم يقود الصمود والمواجهة من داخل فلسطين ، ورجال المقاومة اليوم اشد وأقوى بسالة في اعمالهم البطولية ، ولا يحتاجون الا قيادات تؤمن بالعمل المقاوم من جديد ، وضرورة العودة اليه ، لتفرض احترام الجميع لقضيتها وعدالتها ، فلا يجب ان ننسى أن المقاومة الفلسطينية هي من انتج العمل الفدائي وثقافة المقاومة هي مدرستها ، وهي من صنع مجد الصمود والتصدي للعدوان الصهيوني المحتل الغاصب ، وهي من انتج الاعمال البطولية التي استفاد منها كل شرفاء الامة العربية ، وفي طليعتهم المقاومة الاسلامية وحزب الله .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار