في ظل محرقة اليهود للفلسطينين..مشاركة محمد المدني بإسم رئيس السلطة في احتفالات المحرقة؟! إهانة للموقف الوطني والشعبي الفلسطيني .

الحقيقة نت-رام الله: تحدثنا في أكثر من مقال عن احتفالات منتدى المحرقة في دولة الاحتلال، ومشاركة وفود من خمسين دولة فيها، بعضهم يحمل ولاء لليهود، وبعضهم جاء مجاملة لهم، على المستوى السياسي والديني، وبينا تداعيات الحدث، واستغلال نيتنياهو له، في تجميد انتقاد الدول لاحتلالهم الأراضي الفلسطينية، ورفضهم الانسحاب منها.

وأشرنا الى مواقف بعض الدول العربية والإسلامية، وذكرنا، ونذكر ثانية أن المحرقة اليهودية للفلسطينين ما زالت قائمة، ونختم مقالاتنا بنقطتين، الأولى مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاحتفالات من خلال إرسال مندوبة وومثله (محمد المدني) إليها. هذه المشاركة الفلسطينية تجعل الموقف الفلسطيني باهتا، بلا لون ولا طعم ولا رائحة، إذ كيف نشارك كفلسطينيين آلام اليهود في عقود ماضية، وهم يسموننا يوميا الآلام نفسها.

هل كانت السلطة على صواب حين انتدبت محمد المدني مبعوثا لها إلى احتفالات المحرقة؟! وهل المصالح الفلسطينية مرتبطة بهذه المشاركة في ظل دعوات بضم الأغوار، وبضم منطقةC؟! أم أن في عدم المشاركة إعلان رفض مناسب للضم، ودعوات الضم، التي تنتظر الانتخابات؟! هذه نقطة.

والنقطة الأخرى : إنك إذا وازنت بين المحرقة على يد النازي، والمحرقة الجارية الآن على يد الإسرائيلي، تجد أن المشاركة خاطئة وفي غير مكانها، وتشجع الأنظمة العربية على المشاركة والتطبيع. هذا إضافة إلى أن محرقة النازي قديمة وصارت جزءا من التاريخ، ومحرقة الإسرائيلي لنا حديثة، وحاضرة، ومتجددة، وهي جزء مو واقع يومي، نقاسيه ونعانيه.

محرقة النازي كانت إحراقا للقتل، دون حاجة للأرض، أو تهجير للإنسان، أو تزييف للتاريخ، ومحرقة الإسرائيلي، قتل، وإحراق بالطائرات، والفسفور الأبيض، واحتلال للأرض، وتهجير للسكان، وحصار، وتزييف للتاريخ، وتمييز عنصري.

محرقة النازي كانت في زمن قصير ومحدود، أقل من خمس سنوات ، ومحرقة الإسرائيلي لنا ممتدة في الزمن، وزمنها غير محدود، ولها أشكال متنوعة. انتهت محرقة النازي بالإدانة الدولية، وبتعويضات جيدة لليهود. بينما محرقة الإسرائيلي متواصلة بدون انتهاء، وبتآمر دولي، وبدون تعويضات للضحايا من الفلسطينيين.

كلنا يتذكر إحراق عائلة هدى غالية، وإحراقة عائلة السواركة مؤخرا، وإحراق فتى شعفاط، وغير ذلك مما هو محفور في ذاكرة المواطن؟! فهل جاء قائد إسرائيلي لاحتفالات الفلسطينيين بشهدائهم، أو في ذكرى نكبتهم، ليواسيهم، أو يقدم اعتذار سلوكيا، لا سياسيا لهم ؟! كلا. هذا لم يحدث، ولن يحدث، لأن الإسرائيلي يعمل بموجب مصالحه، لا بموجب عواطفه، ولن يقرّوا للفلسطينين بمحرقتهم، كما أقرّت دولة ألمانيا بعد هتلر؟!
مشاركة (محمد المدني) ممثلا عن الرئيس ، ومن ثمة ممثلا عن فتح، وربما ممثلا عن الشعب ، هي مشاركة خاطئة، وغير أخلاقية، ولا مبررات سياسية جيدة لها، وهي إهانة للموقف الفلسطيني الشعبي، وما كان يمكن أن يلحقنا ضررا بسببها إذا امتنعت السلطة عن المشاركة.

رام الله:25/1/2020. إبن البلد

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار