عبد المجيد في رثاء بسام الشكعة..مسيرة وطنية وقومية حافلة بالعطاء والتضحيات..ودور ريادي في مواجهة الاحتلال.

*خالد عبد المجيد
مسيرة المناضل الوطني والقومي الكبير بسام الشكعة, حافلة بالعطاءات لشعبية وقضيته, وهو ابن مدينة نابلس, التي نسميها “دمشق الصغرى” وهو الذي جسد هذا الترابط الوطني والقومي بين نابلس ودمشق وبين فلسطين وسورية.
ومنذ البدايات كان المناضل الكبير مدافعاً عن قضيته, فالتحق بجيش الإنقاذ, كما أنه من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي في فلسطين إلى جانب رفاقه الأوفياء وفي مقدمتهم الأستاذ بهجت أبو غربية وسامي العطاري وآخرون كثر, واعتبروا أن الموقف القومي والدور للأمة هو الذي يواجه الهجمة الاستعمارية الصهيونية.
كما أن تاريخه النضالي الطويل حافل بمحطات كبيرة وكثيرة نذكر منها دوره في أواسط الخمسينات في الأردن عندما وقف ضد حلف بغداد وضد المعاهدة الأردنية ـ البريطانية, وكانت سورية دائماً ملجأ له ولكل المناضلين عندما كانوا يلاحقوا من الاحتلال أو من السلطات الأردنية.
كما أنه كان في مقدمة الشخصيات الوطنية التي واجهت الاحتلال في أوائل السبعينات, وشكل مع عدد من هذه الشخصيات “الجبهة الوطنية المتحدة” حيث كان في حينها رئيساً لبلدية نابلس في عام 1973, وأكدو على ترابط هذه الجبهة مع منظمة التحرير الفلسطينية, وفي تلك الفترة تصاعدت المواجهة الشعبية للاحتلال بعد أن نجح هو والعديد من الشخصيات الوطنية البارزة في الانتخابات البلدية, الأمر الذي جعل الاحتلال يفقد صوابه, وأقدم على جريمته بمحاولات الاغتيال للمناضل بسام الشكعة وعدد من رؤساء البلديات, وفقد ساقيه في عملية التفجير, كما تمت محاولة للمناضل كريم خلف رئيس بلدية رام الله, وإبراهيم الطويل رئيس بلدية البيره.
مسيرة المناضل الكبير بسام الشكعة كبيرة, وشهادتنا ستبقى ناقصة بهذا المناضل الوطني والقومي, ومهما كتبنا لن نوفيه حقه.
شهادتي اليوم تتعلق بمشاركته وترأسه المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في دمشق عام 2008, حيث انتخب رئيساً للمؤتمر ورئيساً للجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني, وكنت حينها أميناً لسر لجنة المتابعة العليا, وكانت هذه اللجنة تتشكل من قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية, وعدد من الشخصيات الوطنية من فلسطين والأردن وسورية ولبنان ومصر, وتشكلت في حينها جبهة مناهضة لاتفاقات أوسلو ونهج التسوية, وكان لها دور فاعل ومؤثر.
وكنا دوماً نحرص أن يحضر من نابلس ليترأس هذه الاجتماعات, وليتابع مع القيادات الفلسطينية في دمشق في مواجهة الدور الخطير للقيادة المتنفذة لمنظمة التحرير الفلسطينية في التوقيع على اتفاقات أوسلو, وتنفيذ الالتزامات التي ألحقت أضراراً كبيرة بشعبنا وشكلت غطاءً للاستيطان والتهويد, وشكلت طعنة كبيرة في مسيرة نضال شعبنا الطويلة.
تحية للمناضل والراحل الكبير الصديق بسام الشكعة أبو نضال وعهداً على الاستمرار في مسيرة نضال شعبنا حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية والتاريخية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار