في ذكرى رحيل الشاعر معين بسيسو: أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراحْ.

أنا لم أمت…فصوتي وصوتك سيرعد ويقرط طبول نضال شعب!

غزة: كما اليوم 23 يناير 1984 قال شاعر الغضب الثوري معين بسيسو كلمته الأخيرة في العاصمة البريطانية…أنا لم أمت…فصوتي وصوتك سيرعد ويقرط طبول نضال شعب!
المعركة
أنا إن سقطْتُ فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاحْ
واحمل سلاحي لا يخفكَ دمي يسـيل مـن السلاحْ
وانظر إلى شفتيّ أطبقتـا عـلى هـوج الريـاحْ
وانظر إلى عينيَّ أغمضتا عـلى نـور الصـبـاحْ
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراحْ
فاحملْ سلاحك يا رفيقـي واتجه نحـو القتـالْ
واقـرع طبـولك يستجـبْ لك كلّ شعبك للقتـالْ
وارعدْ بصوتك يا عبيـدَ الأرض هـبّوا للنضـالْ
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد المـوت زالْ
ولتحملوا البركان تقذفه لنا حُمـر الجـبـالْ
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الـحـيـاهْ
للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحـيـاهْ
فإذا سقطنا يا رفيقي فـي جحـيـم الـمعـركهْ
فانظر تجدْ علمًا يرفرف فـوق نـار الـمعـركهْ
ما زال يحمله رفـاقك يـا رفـيـق الـمعـركهْ
قصيدة الام لمعين بسيسو
لك الجماهير أبناء بلا عدد فلست وحدك يا أما بلا ولد.
إن يغلقوا بيتنا الدامي فقد فتحوا لنا الزنازين بيتا شامخ الزرد.
من خلف قضبانه نرمي الدماء على مكبلينا رصاصا من فم ويد.
إنا جعلنا “طوابيه” منابرنا وفي “العنابر” حيث اصطف جيش غد.
قد أقسمت هذه الأيدي وما كذبت بالشعب لم تنحرف عنه ولم تحد.
بأن سترشح في أغلالنا لهبا حتى تحررنا من عيشنا النكد.
من عيشك المر، يا أمي وهل سنة تمر من غير أن ننفى من البلد.
من غير أن ينقعوا في القيد كل فم أبى يساوم في حق ومعتقد.
مشى الطريق ولم يرهب وعورتها وليس غير أيادي الشعب من سند.
أمامه كل من لم يلق رايته وخلفه كل منهار ومرتعد.
هو الكفاح فخطي يا مطارقه بقيد مضطهد تاريخ مضطهد.
إن يمنعوا نشره فلتطبيعه على نور الدماء وفي حقد وفي جلد.
وعند أسماء من عاشو الكفاح وهم مطاردون بلا أسماء فاتئدي.
وقبلي أحرفا قد رسخت قدما للشعب كالجذر كالشريان في الجسد
خطت تقاليد شعب عاش مجرمه رغم المشانق والإرهاب في سهد.
محاصر بالدم المسفوح قد زحفت سيوله فتطلع ليس من مدد.
هي الحقيقة يا أماه تدفئنا بغيرها القلب لم يدفأ ويتقد.
لن يخدع الشعب من لو فتشت يده سوى مفاتيح سجن الشعب لم تجد.
أماه إن عاد أبطال الكفاح على موج الكفاح الذي يعلو ولم نعد.
ويسال الشارع الولهان: أين مضو ما بين مختطف ليلا ومفتقد.
أماه مهما احتواني القيد منفردا فإنني بنضالي غير منفرد.
إن كان قلبي خفاقا إلى أمد قلب الجماهير خفاقا بلا أمد.
براية الشعب يكسوك الرفاق إذا عريت فامشي بثوب بالدماء ندي.
وان يعضك ناب الجوع مفترسا فقد عجنا رغيفا من ضياء غد.
من لم تودع بنيها بابتسامتها إلى الزنازين لم تحبل ولم تلد.
هامش: معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري.
أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة ” الحرية ” اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته ” الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى ” وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963.
كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها، وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته.
انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس .
وفي 27 كانون الثاني ( يناير ) 1952 نشر ديوانه الأول ( المعركة ) .
سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963 .
أغنى المكتبة الشعرية الفلسطينية والعربية بأعماله

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار