وضع مخيم اليرموك وما يحتويه وفق المخطط الجديد حيث يشمل حي التقدم وحي دير ياسين وجانب من حي العروبة، وأهالي الحجر الأسود وشارع العروبة بشطره التابع ليلدا.

خاص-

إنها ليلة الأحد 25- 11- 2018 حيث جمعتنا جلسة مع مسؤول متنفذ في محافظة دمشق ومهندس صديق ( صاحب الدعوة) يعمل في ريف دمشق، لم أكن أتوقع الجلسة، واجتمعنا في منطقة الدويلعة، وكان الحديث متنوعا في البداية عن غلاء الأسعار وظروف العاصمة.
نظر صاحبي لي نظرة ذات مغزى ثم طرح على الضيف المسؤول سؤالا غير مباشر: قال له ( عني) صاحبنا محامي من سكان مخيم اليرموك..المسكين ما زال عالقا في بيت استأجره بالسويقة، وتعرف ظروف المؤجرين هذه الأيام.
المسؤول فهم الموضوع، استقر في جلسته وصب لنفسه بعض الشراب، قبل أن يتابع :
اليرموك ينتظره وضع جيد جدا، ثم توجه بسؤاله لي: أين تسكن؟
قلت : أسكن في شارع الثلاثين القريب من حي التقدم..أقصد استمرار شارع الثلاثين نحو حي التقدم قبل الوصول لتربة الشهداء القديمة.
تبسم الضيف وقال: موقع متميز ..
ثم وجه حديثه لي ولصديقي صاحب الدعوة متابعا:
اليرموك والجانب الجنوبي من الحجر ، وضحك غامزا من قناة صديقي المهندس التابع لريف دمشق، يعني الموضوع عندك مهندسنا أبو صلاح..الأوضاع ستكون جيدة جدا..وخلال مدة وجيزة ستكون الظروف الجديدة ملموسة للأهالي برغم كونهم سيكونون غارقين في ترميم وإعادة إعمار البيوت..ما ينتظر المنطقة الجنوبية من دمشق عموما هو خير في خير..وقد سمعت ان بعض الناس من سكان المخيم ظنوا أن التبعية للمحافظة سيئة عليهم، فتعجبت من عدم تصور الفرق، بين امتيازات التبعية المباشرة للمحافظة، وربما هذا أمر يفهمه التجار أكثر، لأنهم يعرفون الفرق جيدا، على العموم هناك اهتمام على أعلى المستويات بمخيم اليرموك والتضامن والجانب الجنوبي من الحجر الأسود وايضا الجانب المحاذي لمنطقة القدم من الحجر الأسود، فأنتم بلا شك سمعتم عن مشاريع عمرانية تمت الموافقة عليها والتي ستمتد نحو بساتين شارع الثلاثين، هذه المشاريع هي التي تسببت بضم اليرموك للمحافظة مباشرة، لأنه لا يمكن ان تكون هناك تداخلات في الطرق والجوار، وأن تتبع منطقة لبلدية وأخرى للمحافظة، والمحافظ الجديد عادل أنور العلبي الذي عينه السيد الرئيس، جاء مباشرة بعد التمهيد الإداري بضم مخيم اليرموك، وهو ما يعكس اهتماما خاصا بالمنطقة.
……..
صباح اليوم التالي خطر في بالي متابعة موضوع مخيم اليرموك وكامل المنطقة للاطلاع على تفاصيل أكثر، وإليكم مشاركتي هذه التفاصيل لمعرفتي بأهميتها وبانتظار الأهالي لها.
……..
اليرموك:
مخيم اليرموك ويشمل حي التقدم والعروبة بشطره الجنوبي وحي دير ياسين وشارع الثلاثين وشارع ال15 ، عاش حالة انتظار اعتبرها كثيرون طويلة، لكن بالمقارنة بغيرها من المناطق فإن قرار عودة الأهالي صدر ومن أعلى مستويات القرار في البلاد، خلال فترة قصيرة، اذا ما قورنت بغيرها من المناطق، لكن وبحكم أننا جميعا نعيش في بيوت مستأجرة، ونتمنى العودة لبيوتنا في أقرب وقت، فإن انسحاب آليات بلدية اليرموك، وتوقف أعمال الإزالة، ترك حالة من الإحباط، لكن هل هذا الإحباط محق؟..هل التشاؤم هو حالة الواقع الحقيقية؟..
توجهت بالسؤال لمسؤول في المحافظة فقال لي: وهل تعتقد أن إمكانيات بلدية اليرموك أكبر من إمكانيات محافظة دمشق؟..فقلت له: طبعا المحافظة تمتلك إمكانيات أكبر، ولكن ماذا استفدنا من الإمكانيات الأكبر، إذا كانت الأعمال قد توقفت؟..
فرد المسؤول: التوقف مؤقت، وهناك قرار بعودة الأهالي لكامل المنطقة الجنوبية من دمشق قبل نهاية العام، توقفت عند كلمته، وسألته حتى التضامن والحجر الأسود؟..
قال : نعم..الجميع سيعود للمنطقة في توقيتات متقاربة، لكن المهم أن ذلك لن يتجاوز الشهر، فقلت له: أعرف أنك تتحدث من واقع عملك في محافظة دمشق، فما هو ترتيب الحجر الأسود وهو يتبع للريف؟..
قال المسؤول: هذه المنطقة ستشكل حجر الزاوية في إعمار بقية المناطق، فالمنطقة الجنوبية من دمشق وتشمل الحجر الأسود بحكم جواره للمدينة، فإن القائمين على القرار السياسي في عودة أهالي اليرموك، يعرفون أن هذا سيشكل فجوة كبيرة ، إن تمت إعادة أهالي اليرموك، قبل جيرانهم، وأفيدك أكثر، أهالي حي التضامن سيرجعون قبل أهالي اليرموك، لكن كما أسلفت لك، سيرجع الجميع في أوقات متقاربة لا تفصلها عن بعضها سوى أيام قليلة، وملف الترميم والإعمار للمخيم والتضامن ستتم متابعته مباشرة عبر مكاتب خاصة تم تخصيصها في منطقة حي الميدان القريب، أما آليات محافظة دمشق فستبدأ خلال أيام العمل في التضامن واليرموك.

شوارع جديدة:
ظلت كلمة المسؤول المتنفذ الذي سهرت مع صاحبي معه، ترن في رأسي حين قلت له أنا أسكن في شارع الثلاثين جهة حي التقدم قبل تربة الشهداء القديمة، فتوجهت لصديق له معارف في الدائرة الهندسية للمحافظة، فقال لي: هناك شارع اوتستراد سيستمر من شارع الثلاثين نحو حي التضامن في منطقة غلاف الحي، ولكنه سينعطف بجسر فوق أطراف تربة الشهداء ، يصل بين شارع الثلاثين وبين ما كان يعرف بسوق الثلاثاء في أطراف التضامن، وهذا الشارع سيمكن السكان من التحرك نحو وسط المدينة من اتجاه آخر ، بينما ينعطف الأوتستراد الآخر نحو الحجر الأسود ليرتبط بأوتستراد يقطع شارع العروبة نحو اطراف ببيلا.
شارع آخر سيستمر نحو عمق التضامن، وهو شارع جامع البشير ، حيث ستتم إزالة البيوت في تلك المنطقة لصالح شارع عريض يربط التضامن بدف الشوك بطريقة الحزام.

الحجر الأسود:
محافظة دمشق تنوي مساعدة محافظة الريف لتسوية وضع الحجر الأسود بأسرع وقت، بالنظر إلى تدني موازنة الريف مع نهاية العام الجاري، بينما ستدعم محافظة القنيطرة سكان الحجر الأسود، لإعادة إعمار وترميم البيوت، بنظام قروض طويلة الأجل.

وختاما لا يجب أن تتركنا الشائعات في حالة إحباط، فإن ما سمعناه يبشر بالخير رغم كل ما جرى للمنطقة