هل القوة الخاصة “الإسرائيلية”في قبضة كتائب القسام ؟

خمسة أسباب تجعلني أميل إلى أن القوة الإسرائيلية الخاصة في يد حماس:
1- موقف نتياهو الصامت، واحجامه عن الرد العسكري مع حجم الضغوط الداخلية والانتخابية التي يتعرض لها، رغم انتصار المقاومة الإعلامي، بما يمس سمعة الردع الإسرائيلية، وإكتفاؤه بالإعلان قائلًا: (إن الوضع الامني الان معقد ونحن في خضم معركة، وتلك المعركة واسعة ولم تستكمل بعد، و لن أقول ماذا سنفعل وكيف).

2- المعلومات الدقيقة في الإعلان عن صور وتفاصيل القوة الإسرائيلية الخاصة، والتي على الأرجح أن لا تكون قد توفرت لحماس، إلا بالسيطرة الفعلية على وثائق القوة الإسرائيلية سيطرة عينية وحقيقية، وليست تكنولوجية أو من خلال وسائل الاتصال. ثم مطالبة الرقابة الإسرائيلية بمنع تداول الصور.

3- إعلان القسام في بيانه الأول أن القوة الإسرائيلية دخلت بعمق 3 كيلو، سيكون الإعلان عن دخول إسرائيل عبر هذه المسافة الطويلة حجة ضد القسام، تكشف ضعف قدرتهم الأمنية، لا أظن أنهم يمكن أن يقعوا في مثل هذا الخطأ الإعلامي لولا أنهم استطاعوا أن يلقوا القبض على القوة وأسرها.

4- الموقف المصري بعد العملية والذي كسر كل المحرمات والبروتوكولات السياسية التي حافظت عليها مصر حلال السنوات الماضية بقوة، ومنها مشاركة وفد المخابرات المصرية احتفال القسام، والسماح لوفد حماس بإجراء جولة خارجية لدول تعاديها القاهرة منها إيران وقطر. موقف ظلت القاهرة تمنعه وتحاربه لسنوات.

5-استقالة ليبرمان بعد فشل عملية خانيونس مباشرة، وتبرير استقالته بدعم ننتياهو حماس بالأموال القطرية، رغم أن هذه الاستقالة جاءت متأخرة بعد ادخال الأموال بأسبوعين تقريبا، أي أن ليبرمان (أقيل) ولم يستقل. ولكن ظروف إسرائيل الانتخابية والامنية لا تسمح في الوقت الحالي بإفشاء المعلومات، وهو الموقف الذي أعلنه صراحة نتياهو أنه لن يتحدث للجمهور في الوقت الحالي عن معلومات تضر بالأمن.

ورغم ما يمكن أن يكون ما سبق فيه جانب من الحقيقة، ويعد انتصارًا…
إلا أن هذا الانتصار يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين..
فإنه قد يحقق إنجازات سياسية ومادية خاصة لحركة حماس في مفاوضات سرية تجري أو ستجري في المرحلة القادمة .
لكنه انتصار (ذوسقف سياسي ووطني محدود) في ظل الانقسام القائم، وحالة التشرذم المستمرة، يمكن أن تقدم إسرائيل مقابله تنازلات تكتيكية محدودة لحماس تعزز انفصال غزة، وتضعف من أمل تحقيق المصالحة.
لا يمكن أن تغير مثل هذه الانتصارات من معادلات الصراع القائمة، بل يمكن أن تزيد من حالة الانقسام وتعمقه إن استمرت حالة الزهو الحزبي على حساب الوطن والقضية.

تيسير العبادلة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار