بين فندق سميراميس في حي القطمون في القدس ( ١٩٤٨ ) وفندك بارك في نتانيا ( ٢٠٠٢ )!!

يقع فندق سميراميس في حي القطمون في القدس, وهو مبنى مكون من ثلاث طبقات, وفيه 18 غرفة وتعود ملكيته الى عائلة صوان, التي كانت تقيم في حي الطالبية المجاور.

عام 1947: مع احتدام المعارك يبدأ اليهود بمغادرة احياء القدس في الطالبية والقطمون ورحافيا والمناطق المجاورة, الامر يثير القلق عند قيادة العصابات الصهيونية في تل ابيب, وخاصة بن غريون وجولدا مئير ويخشون من خسارة القدس, ولذلك اتخذوا قرارهم في تطبيق خطتهم بتنفيذ المجازر لبث الرعب والفوضى عند الفلسطينيين ودعم وتقوية اليهود.

من أجل تنفيذ الخطة يستدعون احد قيادة العصابات الصهيونية المعروف بقساوته وارهابه, اسمه ميشيل حيشن, ويلقون عليه مهمة تنفيذ المجازر في القدس.

ميشيل كان قائد “الهاغانا” في منطقة الجليل الجنوبي وفي منطقة طلحة ( تل حاي ), وقد ذاع صيته وارهابه عام 1946 بعد ان قتل بيديه احد سكان صفد العرب ومثل بجثته.

يصل ميشيل حيشن القدس ويلتقي مع قيادات العصابات الصهيونية المحلية هناك, يسألهم عن أنسب الاماكن لتنفيذ مجزرة ضد الفلسطينيين بهدف اثارة الرعب والفوضى في نفوسهم وحملهم على ترك بيوتهم, قيادة العصابات الصهيونية تعرض أمامه ثلاث أماكن لتنفيذ مجزرة: الاول داخل البلدة القديمة, الثاني فندق سميراميس في القطمون والثالث فندق كلاريدج وهو ايضا في القطمون. ميشيل حيشن يختار من بينهم فندق سميراميس في حي القطمون.

5/1/1948 عشية رأس السنة للطوائف الشرقية: الارهابي ميشيل حيشن يختار هذا اليوم لتنفيذ مجزرته, الطقس بارد جدا يصل لدرجة الصقيع, الشوارع فارغة والجميع في البيوت, حتى الحراس والشرطة البريطانية لا يستطيعون التواجد في نقاطهم من شدة الصقيع.

بعد منتصف الليل, الساعة واحدة وربع, تصل سيارة العصابة الصهيونية محملة بالمتفجرات الى الفندق, في الطريق لا احد يوقفها, يخرج حارس الفندق للاستفسار فيتم اطلاق النار عليه واعدامه, بعد ذلك يفجرون الفندق على رأس المتواجدين فيه ويهربون من المكان.

عشرات الشهداء والجرحى وخاصة من عائلة صوان واقربائهم من الذين تواجدوا آنذاك بالفندق, عدد القتلى والجرحى غير معروف لكن معظم المصادر تشير الى 26 شهيدا و60 جريحا, عمليات الانقاذ صعبة جدا بسبب حالة الطقس وضخامة الانفجار, رائحة الموت تنتشر في كل مكان وتثير الرعب والخوف في نفوس المواطنين الفلسطينيين, وعدد كبير من سكان الحي والاحياء المجاورة يتركون بيوتهم.

من بين القتلى نائب القنصل الاسباني مانويل سالازار الامر الذي يثير انتقادات دولية كثيرة. قيادة العصابة الصهيونية تبث اشاعات ان المستهدف كان القائد عبد القادر الحسيني وان المكان كان قاعدة للمجاهدين الفلسطينيين, للأسف الكثير من الفلسطينيين يكررون هذه الكذبة الصهيونية.

الفندق المهدم يبقى على حاله حتى بداية الثمانينات, فقط حينها يتم ترميم الفندق وتحويله الى شقق للسكن, المبنى موجود اليوم على المفترق بين شارع “محلكي همايم” لشارع ” هحيش”.

بتاريخ 27/3/2002, عشية عيد الفصح ( ما يعرف بليل هسيدر ) قام فلسطينيون بتفجير فندق بارك في نتانيا, مما أدى الى مقتل 30 اسرائيلي وجرح 160, بعدها تم القبض على عباس السيد وخلال محاكمته يقول ان هذه العملية هي انتقام لمجزرة سميراميس.

يتضح ان والد عباس السيد كان يعمل حينها في فندق سميراميس واصيب بجروح نتيجة للتفجير.

ضحايا فندق سميراميس: ميري مسعود – جورجيت خوري – محمد صالح أحمد – صبحي الطاهر – عباس عوضين – نظيرة لورينزو – ميري لورينزو – عاشور عبدالرازق جمعة – اسماعيل عبدالعزيز – امبر لورينزو – رؤوف لورينزو وجميع أفراد عائلة أبو صوان من رجال ونساء وأطفال بالأضافة ألى نائب القنصل الأسباني.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شجرة‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يمشون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
+‏٢‏
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار