التأثير على الخيارات الوطنية إلغاء حق العودة والقدس هل هو نهاية مسار التسوية ؟

قال الدكتور ابراهيم حبيب، خبير الأمن القومي ورئيس مجلس الإنقاذ في قطاع غزة:” إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون حول التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل وتأكيدهما على أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وجهودهما الحثيثة لإنهاء وكالة الاونروا كونها تورث اللجوء بحسب تصريح بولتون تشي بشكلٍ واضح إلى نضوج مسار التسوية بحسب ما هو مُخطَّط وقرب وصوله إلى خط النهاية”.

الشهر المقبل إلغاء حق العودة

و كشفت القناة العبرية الثانية، أن إدارة الرئيس الأمريكي”تتجه مع بداية الشهر المقبل لإعلان خطوات تهدف لإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين”.

وذكرت القناة أن الإدارة الأمريكية “ستعتبر أن اللاجئين الفلسطينيين يبلغ عددهم نصف مليون لاجئ فقط، وليس 5 ملايين كما تقول منظمة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)”، في إشارة إلى الاعتراف فقط بالأشخاص الذين هجرتهم العصابات الصهيونية من قراهم ومدنهم عام 1948.

ووفقاً للقناة العبرية؛ فإن إدارة ترامب ستتخذ سلسلة إجراءات في هذا الإطار، تتمثل بالإعلان عن وقف تمويل كامل لـ”الأونروا” بعدد من المناطق، وإيجاد صيغة قانونية جديدة تكفل عدم نقل صفة اللاجئ بالوراثة من الأجداد والآباء إلى الأبناء.

وأشارت إلى أن هذه الخطوات قد يتم البدء بتنفيذها فعلياً الأسبوع المقبل، لافتة إلى أنّ بعض المسؤولين الإسرائيليين على اطلاع بها، وقد وصفوها بأنها “تاريخية”.

وأوضحت أن الخطوات تستهدف بالمقام الأول “الأونروا”، ونقل مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية.

تصفية القضية بهدوء

وذكر الدكتور ابراهيم حبيب، أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تكن تسعى لتحقيق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بقدر ما كانت تسعى لإتاحة الفرصة أمام إسرائيل لتصفية القضية بهدوء ودون إزعاج وهو ما لم تكن تستطيع فعله في وقت الأزمات فكانت اتفاقية أوسلو التي أجلت المفاوضات على القضايا الخمس الكبرى (القدس، اللاجئين، المستوطنات، الحدود، المياه) للمفاوضات النهائية التي كان محظوراً الوصول إليها قبل تغيير الوقائع على الأرض لصالح إسرائيل.

مواصلا حديثه،فعلى مدار رُبع قرن نجحت الأخيرة وبغطاء أمريكي بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وخصوصاً في القدس التي نشرت مُخططها عام (2000) تحت مسمى القدس (2020) الذي كان يهدف إلى توسيع القدس الكبرى لتصل إلى مساحة (600كم) وما سيتبعه من تغيير عمراني وديمغرافي وهذا ما حدث بالفعل بغطاء أمريكي حتى من أكثر الإدارات اعتدالاً .

وأشار حبيب، وفق تقرير،إلى أن ترامب جاء ليؤكد المؤكد ويكشف زيف الحلم الفلسطيني الموهوم بالدولة والحقوق التي يُمكن استعادتها ، فبعد استبعاد قضيتي القدس واللاجئين من مفاوضات الحل النهائي لا معنى للقضايا الثلاث الأخرى.

الخزان الجوفي في الضفة

وأوضح، أن المستوطنات قضمت ما يقرب من (60‎%‎) من أراضي الضفة الغربية وبالتالي أصبحنا نحن الأقلية في أرضنا مرة أخرى وهو ما يُؤكد أن لا دولة فلسطينية في الضفة الغربية وهذا ما ذكره الرئيس عباس بزلة لسان في خطابه الأخير في ختام أعمال المجلس المركزي .كما قال

أما قضية المياه فقد انتهت بسيطرة إسرائيل على الأراضي التي يقع تحتها الخزان الجوفي في الضفة الغربية وبالتالي ليس أمامنا كفلسطينيين في الضفة الغربية إلا أن نشتري مياه الشرب بأثمان باهظة أو نرحل ،تبقى قضية الحدود التي لا معنى لها في ظل غياب القدس وغالبية الضفة الغربية عن الخارطة الفلسطينية ، لكل ذلك نحن الآن على مفترق طرق خطير يستوجب وحدة الصف على أسس وطنية فإن لم يكن بالرضي فلا بد من الإكراه.

التأثير على الخيارات الوطنية

وجاء هذا بعد ساعات قليلة من إعلان مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية عن أن الولايات المتحدة ستُعيد توجيه أكثر من 200 مليون دولار كانت مخصصة لمساعدات اقتصادية للضفة الغربية وغزة إلى مشاريع في أماكن أخرى.

ورفض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إعلان وزارة الخارجية الأميركية، بقطع المساعدات عن شعبنا الفلسطيني، وإعادة توجيه أكثر من 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي المخصصة للضفة الغربية وقطاع غزة .

وشدد عريقات وفق تقرير” وكالة قدس نت للأنباء” ،على “رفض شعبنا للمساعدات المشروطة”، معتبرا هذا القرار بمثابة الإعلان الفاضح، والاعتراف بالمغزى الحقيقي لسياسة المساعدات الأميركية المتمثل بالتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الاخرى، والتأثير على خياراتها الوطنية.

وكانت الولايات المتحّدة قلّصت في كانون الثاني/يناير بنسبة كبيرة مساهمتها المالية في ميزانية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي اضطرت لتسريح أكثر من 250 موظفا منذ ذلك الحين.

والعلاقات بين إدارة ترامب والسلطة الفلسطينية مجمّدة منذ أعلن الرئيس الأميركي في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2017 اعتراف الولايات المتّحدة رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة لقيت رفضاً من المجتمع الدولي وغضبا فلسطينياً عارماً.

وردا على هذا الموقف أعلن ترامب في نهاية كانون الثاني/يناير أنه سيشترط عودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات لتسليمهم المساعدات. وقد قام بتجميد هذه المساعدات البالغة 215 مليون دولار وكان يفترض أن توظفها الإدارة الأميركية في غزة والضفة الغربية للمساعدة الإنسانية والتنمية.

جوهر الصراع العرابي – الاسرائيلي

و أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد ابو هولي، ان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع العرابي – الاسرائيلي في المنطقة وان حلها يكمن فقط من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة وفي المقدمة منها القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.

واستنكر ابو هولي في بيان صحفي صادر عنه اليوم ما نقلته القناة العبرية الثانية عن خطة أميركية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، ستعلن عن تفاصيلها الادارة الامريكية مطلع الشهر المقبل .

واشار الى ان ما تضمنته الخطة الامريكية من إعلان إدارة ترامب سحب الاعتراف بوكالة الأونروا ورفض تعريف اللاجئ المتبع بالوكالة، والاعتراف فقط بحوالي عشرة في المئة من عدد اللاجئين المعترف بهم حاليا بانه هراء لا قيمة له، مؤكدا على ان صاحب الولاية على وكالة الغوث هي الأمم المتحدة التي من صلاحياتها تحديد مصير وبقاء عمل وكالة الغوث وتحديد تعريف اللاجئ الفلسطيني و تحديد اعدادهم .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏سحاب‏‏، و‏‏سماء‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار