قامتان وقيمتان وقمتان

معن بشور
في التاسع من آب / اغسطس 2008 غاب محمود درويش ولكن ملاحمه الشعرية لا تغيب.
وفي الثاني من آب / اغسطس 2009 غاب شفيق الحوت(ابو هادر) ولكن صوته الهادر بالحق الفلسطيني والعربي لا يمكن ان يغيب.
وما يجمع الرجلين ايضا هو انهما كانا – رحمهما الله – قامتين باسقتين في فلسطين ومن اجلها، وفي دنيا العرب ومن اجل قضاياهم. بل ما جمعهما ايضا إبداع بلغ مستوى العالمية، حيث قصائد درويش تحولت الى لغات عديدة في العالم، وحيث منابر الأمم المتحدة ما زالت تصدح بخطب شفيق الحوت وبلاغته.
ولقد كانت أجمل الجلسات هي تلك التي كانت تجمع درويش والحوت مع اصدقائهما سواء في بيروت او تونس او باريس او نيويورك، فيتبادل المبدعان قفشاتهما الساخرة في شؤون الدنيا وأوضاع الناس فإذ بشاعرية محمود درويش تتحول الى تحليلات سياسية وبسياسة شفيق الحوت تنضح أدبا يصل حدود الشعر.
ولقد جمع الاثنين ايضا حب غامر للبنان فقد استوطن قلبهما بعد فلسطين، وأدركا أهمية هذا البلد ودوره واشعاعه حتى قبل ان يمتشق المقاومة سلاحاً بوجه العدو.
درويش والحوت قامتان وقيمتان وقمتان لا يمكن ان تقرأ تاريخ فلسطين الحديث دون الوقوف امام عطاء الرجلين الموهوبين..ادبا وشعرا وسياسة ونضالا..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نظارة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏بدلة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏بدلة‏‏‏
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار