لا حسم في القرارات هل باتت غزة على موعد مع المصالحة و الهدنة ؟

لا تزال التطورات على ساحة ملفي المصالحة الفلسطينية الداخلية ، والتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي تتسارع وتكشف عن فحوى الكثير من التفاصيل ، وذلك في ظل التسريبات التي تصدر سواء من حماس أو إسرائيل وكذلك الراعي الأممي والمصري والسلطة الفلسطينية .

جميع ما يتم تسريبه على الورق هو مبشر ويبعث على التفاؤل، والأيام القادمة ستكون حاسمة في الكثير من التفاصيل التي ينتظر الشارع تطبيقها في ظل انتظار موقف قيادة حماس التي تجتمع بغزة ، وكذلك المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سيُناقش “الكابينيت” مقترح التهدئة مع حماس خلال جلسة يعقدها الأحد .

يذكر أن التسريبات حول المصالحة و التهدئة حملت أربع مراحل ، حيث تشمل المرحلة الأولى ما يتم تطبيقه بشكل فوري وهو فتح معبر رفح بين غزة ومصر بشكل متواصل بالإضافة إلى التسهيلات في معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة.

بينما المرحلة الثانية من الاتفاق التوصل إلى اتفاق مع حركة فتح من أجل تجديد دفع تحويل الأموال لتسديد مستحقات الموظفين في قطاع غزة وضمان دخول السلطة الفلسطينية إلى القطاع لممارسة مهامها من هناك برعاية مصرية على أن يبدأ فورا التحضير لإجراء انتخابات خلال نصف سنة من لحظة تمكين حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة”.

أما المرحلة الثالثة وهي الاستثمار في البنى التحتية في غزة وتقليص نسبة البطالة فيها، وربط ميناء غزة بميناء بور سعيد المصري، و المرحلة الرابعة الاتفاق على هدنة مع إسرائيل بين 5-10 سنوات تتضمن تبادل أسرى وجثث بين الطرفين.

لا حسم في القرارات

وحول هذه التطورات وما ستحمله الأيام القادمة قال الكاتب و المحلل السياسي شرحبيل الغريب:” نحن أمام مشهد وصل إلى مرحلة متقدمة، الاحتلال وحماس يبحثان بجدية مقترحا ” أُمميا مصريا” للتهدئة، وحالة من الترقب تسيطر على المشهد الفلسطيني، والـ48 ساعة القادمة كفيلة بتحديد البوصلة إلى أين ستتجه الأمور.

وأشار الغريب، إلى أن المطلوب الآن أن يعطي كل طرف موقفه النهائي على هذا المقترح، و حتى اللحظة كل المعطيات إيجابية وتعطي مؤشر أن قطاع غزة مقبل على هدنة ستستمر لسنوات مقابل رفع للحصار الإسرائيلي ، والدخول في تطبيق خطة ميلادينوف بمراحلها الأربعة برعاية مصرية.

مواصلا حديثه، “لكن هذا لا يضمن ما ستفرزه المواقف النهائية لكلا الطرفين “حماس من جهة، ودولة الاحتلال ” من جهة أخرى خلال الساعات القادمة، والتي من شأنها أن تحدد البوصلة ، هل قطاع غزة على موعد مع كسر الحصار وتطبيق عملي للهدنة وفق ما هو مخطط لها ، أم أنهم باتوا على مقربة من المواجة المفتوحة وأصبحوا للحرب أقرب.”

وأوضح الغريب، أن مباحثات التهدئة وصلت لمرحلة متقدمة وحماس لم تحسم أمرها بشكل نهائي تجاه موضوع التهدئة والاجتماعات لا زالت مستمرة ،و أن اليومين القادمين كفيلة بتوضيح المواقف لكل الأطراف ، وقتها إما ستكون غزة على موعد مع رفع للحصار أو أقرب لمواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعن زيارة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري والقيادات المرافقة له من أعضاء المكتب السياسي في الخارج إلى قطاع غزة قال الغريب:” وفق معلومات لدي، فإنّ زيارة العاروري ستحسم العديد من الملفات، حيث ستعقد قيادة حماس سلسلة اجتماعات تمثل أعلى مؤسساتها الحركية لبحث التوصل إلى مواقف نهائية تجاه “الصفقة الشاملة” ، أبرزها هدنة طويل الأمد في غزة بمشاركة أممية ومصرية، تتثمل في رفع الحصار بالكامل ، والدخول في مفاوضات جدية حول تبادل أسرى بعد ذلك، بحيث تتم عبر عدة مراحل.

الربع الأخير من عض الأصابع

هذا و تحدثت عدة مصادر إعلامية إسرائيلية عن تفاصيل لاتفاق تهدئة محتمل بين إسرائيل وقطاع غزة بمبادرة مصرية، وبدعم قطري.

وقالت القناة الثانية على موقعها الإلكتروني، إن حماس وافقت على اتفاق التهدئة الذي بادرت إليه مصر، ويتضمن فتح معبر رفح بين غزة ومصر، وتقديم تسهيلات في معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة.

وأكدت القناة في تقريرها مساء أمس، أن شخصيات رفيعة من إسرائيل سافرت إلى قطر من أجل المضي قدما في التوصل الى الاتفاق بين الطرفين، ومن أجل تحصيل تمويل للاتفاق بين إسرائيل وغزة خصوصا بكل ما يتعلق بالجانب الاقتصادي.

بينما ذكرت قناة (ريشت كان) العبرية، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابنيت) سيدرس الأحد الخطة التي قدمها نيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومصر بشأن الهدنة مع حماس.

و قال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية و الذي شارك مؤخرا في لقاءات بالقاهرة حول المصالحة وإنهاء أزمات غزة “مطمئنون أن هناك أفقا ومستقبلا لنا كقضية سياسية، وحصار غزة الظالم سيتبدد، فهناك توجهات للعالم وفي المنطقة بأنه آن الأوان لتخفيف معاناة قطاع غزة”.

وأضاف، أن هناك توجه وقرار-حتى عند الاحتلال-بإنهاء معاناة أهل غزة، إلا أن من يعيق ذلك هم المحاصرون (لم يسمهم)، فهم يحاولون التخفيف من هذه النتائج؛ لذلك نحن في الربع الأخير من عض الأصابع”.

حراك جدي نحو التهدئة

وتعقيبا على هذه التوجهات نحو رفع الحصار و التهدئة قال الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم:”يبدو أن هناك حراك جدي نحو التهدئة أو العدوان واستمرار الحصار والأوضاع الكارثية في غزة، حركة حماس تجتمع في غزة بقدها وقديدها لاتخاذ القرار، ويبدو أيضا أنها موافقة على بعض ما تم تقديمه، وسواء كان المقدم لها اقتراح أو اتفاق يبقى.”

وشدد إبراهيم، على أهمية توضيح رؤية ما يدور بدلا من التسريبات قائلا:” من حقنا ان نعلم ما يجري بشفافية ووضعنا بصورة ما يحصل، وكل ما نحصل عليه معلومات مسربة وبالقطارة ونتلصص ونسترق السمع من هنا وهناك، المحزن أننا أخر ما يعلم ومن حقنا أن نعلم ومشاورة الفصائل والنخب حتى لا تتحملوا وحدكم وزر اتخاذ القرار .

مواصلا حديثه، “أنا مع تهدئة وتأجيل مواجهة عسكرية لمدة طويلة وفتح المعابر وحرية الحركة للناس والبضائع ، ووصل نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري إلى غزة في خطوة لاتخاذ قرار حمساوي بالتهدئة والموافقة على خطة ميلادينوف لتحسين أوضاع غزة الكارثية. فالموضوع الرئيسي بالنسبة لحماس هو التهدئة وتحسين أوضاع غزة.”

ورأى إبراهيم، أن ما يجري هو تثبيت للتهدئة سواء كانت قصيرة أو طويلة الأمد، فالمعلومات تشير أنها حتى الآن وفقا لتفاهمات ٢٠١٤، وسقف توقعاتها محدود، غير أن ملف التهدئة أكثر وضوحا ومنطقية للتحقق من ملف المصالحة، وربما التوصل لتهدئة بات قريبا وربما نفاجأ بحدوث تقدم كبير في ملف الأسرى. إذاً قد يحدث تقدم على ملفي التهدئة والأسرى وتخفيف الأوضاع الإنسانية.”

وحول كم التسريبات التي تصدر من جميع الأطراف واستعجال النتائج قال إبراهيم :” ما يصدر حتى الآن هي أخبار ومعلومات مصادرها فلسطينية وعربية ولم نسمع بشكل واضح أخبار إسرائيلية لا تعتمد في مصادرها على المصادر العربية والفلسطينية، فلا تستعجلوا النتائج بتقدم حقيقي وتغيير دراماتيكي في حياتنا بغزة، وإن يبدو تراجع إسرائيل عن بعض الخطوات إلا أنها استراتيجيا لم تتراجع عن فصل غزة ومخططاتها بتحييدها مؤقتا، أو الادعاء أن حماس تعزز فصل غزة، فالجميع يعزز الفصل والانقسام ودفن ما تبقى من مشروعنا الوطني.”

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار