المرحلة المقبلة ستشهد تحول جذري في التعامل المصري مع الواقع السياسي الفلسطيني

القاهرة: أكد السياسي والوزير السابق حسن عصفور، أن مصطلح “تقدم في ملفات المصالحة” تعبير مضلل ونوع من التهرب من الحديث عن فشل.
وأكد عصفور في تصريحات لإذاعة القدس، اليوم الثلاثاء، أن الورقة المصرية، أوضح ورقة قدمت منذ أن بدأت حركات التصالح في عام 2005 بوثيقة الأسرى والحوار بـ2006 لتستمر طوال 14 عامًا حوارات المصالحة الفلسطينية، لافتًا إلي أن الورقة المصرية هي الأولى من نوعها، حيث كانت تقدم مصر في الماضي ملخص لأليات تنفيذ العمل التصالحي.
وقال عصفور تعليقًا على تسمية حركة فتح للورقة المصرية بالمقترحات:” إن بعض قيادات حركة فتح لا تفهم ما تتحدث عنه أحيانًا، حتى عزام الأحمد في مرة يقول مقترحات وأخرى مسودات ومحمود عباس يقول أنها فكرة وأحيانا أفكار”، متسائلًا :”ما هي الأفكار” الأفكار تقدم على ورقة تشمل مجموعة عناصر”، مؤكدًا أن فتح تريد التهرب من المصطلحات حتى لا تقع بفخ، معربًا عن أسفه من طريقة تعامل فتح مع المصالحة واصفًا أياها بالاستخفاف قائلا:” إنها عبرت عن لا جدية من حركة المفترض أنها قادت حركة تحرر وطني فلسطينية منذ عام 1965 وهي تقود منظمة التحرير وهي الأكثر عطاء للشعب الفلسطيني وكانت عمود الثورة في مشروعنا الوطني ولا تستطيع إطلاقًا ان تتعامل مع ملف المصالحة بهذه الطريقة الاستخفافيه”.
وأضاف عصفور:” انه شيء مستغرب أن توافق حماس على الورقة المصرية بدون شروط وحركة فتح تناقش هذه الأفكار ثم تأتي وتقول أنا استطيع ولا استطيع”، مؤكدًا ان الخسار الأكبر في هذا الموضوع إلي جانب الشعب الفلسطيني هو حركة فتح، لافتًا أن حركة حماس سجلت قفزة، لافتًا إلي انه لأول مرة تكسب حماس مصر، معربًا عن اعتقاده بأن المرحلة المقبلة ستشهد تحول جذري في طريقة التعامل المصري مع الواقع السياسي الفلسطيني ليس فقط مع حماس أو فتح وأنما مع الحركة الوطنية الفلسطينية، لأن مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية كجزء من أمنها القومي”.
وعن الدور الروسي في ملف المصالحة، قال عصفور:” أن روسيا لم تترك ملف المصالحة واستقبلت وفود كان أخرها وفد حماس والجبهة الشعبية”، لافتًا إلي ان روسيا تعيد علاقتها مع الواقع الشرق أوسطي بأكمله وليس فقط الملف الفلسطيني، مشيرًا إلي أن حضورها وكونها اللاعب الأساسي في الملف السوري، جعل أمريكا تدرك أنها لا تستطيع ان ترتب المنطقة بعيدًا عن روسيا فصفقة ترامب ليس للضفة الغربية وغزة كما يعتقد البعض، ولكنها صفقة إقليمية لترتيب الوضع في المنطقة، حيث أدرك الأمريكان أنهم لا يستطيعون ترتيب الوضع في المنطقة بدون روسيا، لأن سوريا ولبنان والوضع الإيراني في سوريا ليس عمل تفصيلي وأنما أمر هام جدًا وورقة كليًا الأن بيد روسيا باعتراف الأمريكان.
وأضاف عصفور، ان روسيا تساعد مصر وتدعم التوجه نحو المصالحة وتحاول مع عباس لكنها لا تقدم أفكار بهذا الشأن حتى الورقة التي قدمتها في مجلس الأمن معاكسة لحد الما للورقة الأمريكية ولكن رفضت.
وجدد عصفور تأكيده بأن المصالحة الوطنية مصلحة فتحاوية أكثر من حماس، لافتًا إلى ان فتح تعيش واقع صعب بغض النظر عن عدم اعترافهم بذلك، فالقصة ليست مكابرة، مؤكدًا ان الواقع يقول أن فتح تمر بأزمة لم تعيشها على الإطلاق منذ عقود من الزمن، مؤكدًا أنه بدون حركة فتح المشروع الوطني سيهتز جدًا فحماس ليست بديلًا موضوعيًا لتكون قيادة لحركة وطنية كونها بلا رؤية سياسية ولعدم حرصها على مفهوم التحالف الحقيقي.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار