جسر الهوة حول الملفات الخلافية…الكل يترقب…هل نحن حقا على أعتاب المصالحة؟

أفادت آخر الأنباء أن محمود عباس وافق على المبادرة المصرية للمصالحة…الكل يترقب ما ستحمله الرؤية المصرية خلال الأيام القادمة فيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية الداخلية و إنهاء الانقسام القبيح الذي نال من المجتمع المحلي وفرق بين أبناء الوطن الواحد.

كافة التوجهات تشير إلى أن كلا من حركتي”حماس وفتح” طرفي الانقسام أبديا مرونة كبيرة، مما دفع الوسيط المصري لإبداء التفاؤل والارتياح الشديد في إنجاز ملف المصالحة والعمل على جسر الهوة حول الملفات الخلافية .

كذلك التوجهات المصرية بإرسال دعوات لقادة الفصائل للحضور للقاهرة من جديد يعد خطوة إيجابية على قاعدة تقريب كافة وجهات النظر وتوضيح مصر لرؤيتها تجاه إنجاز هذا الملف.

وطالبت ورقة قدمها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد إلى القاهرة، بتطبيق الاتفاقات الموقعة برعاية مصرية، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها في غزة، فيما طالبت ورقة لحركة حماس، بوقف العقوبات المفروضة على قطاع غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، وعقد اجتماع للإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.

سقف زمني محدد لإحداث اختراق

وحول الجهد المصري في إنجاز هذا الملف قال الكاتب والمحلل السياسي د.ذوالفقار سويرجو:” إن الجهد المصري الحالي فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية يتسم بجدية عالية جدا ويبدو أن هناك تعليمات رئاسية صارمة وضمن سقف زمني محدد لإحداث اختراق حقيقي فيما يتعلق بتطبيق الاتفاقات الفلسطينية الداخلية “.

وأوضح سويرجو ، أن عودة العميد احمد عبد الخالق لمتابعة ملف المصالحة هي إحدى الخطوات التي تدعو للتفاؤل والجدية بسبب قرب الرجل من كافة الشخصيات الفلسطينية، ووطنيته المتميزة باطلاعه الواسع على كل تفاصيل الحالة الفلسطينية .

وأضاف، “ما سبق بحاجة للعودة لهجوم المصالحة الذي بدأه الأخ يحي السنوار قبل أشهر و بحاجة لدعم كل مكونات النظام السياسي الفلسطيني .”

ونوه سويرجو، بأن “هذه الجدية مرتبطة بالصراع مع الوقت وأن خسارة الوقت ستضعف الحالة الفلسطينية وتجعلها لقمة صائغة في فم المؤامرة التي بدأت بالمعنى العملي بهدف تصفية القضية الفلسطينية من مدخل ضعفنا و هو الانقسام .”

رفع العقوبات

هذا وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـصحيفة “الحياة” اللندنية، إن مصر تعمل على إيجاد أرضية مشتركة بين موقفَي حركتي فتح و حماس، تمهيداً لإطلاق جولة جديدة من حوارات المصالحة، قريباً، في القاهرة.

وقالت المصادر إن مصر تلقت ورقة من حركة فتح مؤلفة من عشر نقاط، وأخرى من حركة حماس مؤلفة من ثلاث نقاط، وتحاول خلق قواسم مشتركة بين الموقفين، قبل الدعوة إلى جولة حوار وطني جديدة.

وطالبت الورقة التي قدمها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، بتطبيق الاتفاقات الموقعة برعاية مصرية، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهماتها في غزة.

وكشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، عن موافقة حركته على المقترح المصري، لتنفيذ المصالحة الفلسطينية المتعثر، وأن حركته مستعدة لتطبيق الاتفاق لامتلاكها الإرادة الكاملة لذلك”، مشيرًا إلى انتظارهم رد حركة فتح عليه.

وبشأن طبيعة المقترح المصري، أوضح أبو مرزوق وفق تصريحات له بأن” المقترح يبدأ برفع فوري لجميع الإجراءات العقابية عن قطاع غزة ويحمل حلولًا لعدّة قضايا خلافية”، مبيناً أن المقترح “يدور حول عدّة مراحل مقيّدة بإطار زمني، وكل مرحلة تتشكل من مجموعة خطوات تُطبق بالتزامن، وكل ذلك بالاستناد إلى اتفاق القاهرة 2011”.

الأيام القادمة فارقة

من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي د.هاني العقاد ، إنه من المبكر الحديث عن تفاؤل في موافقة وفد حماس على ورقة الرئيس أبو مازن , لان الورقة تقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حركة حماس والفصائل واعتماد 20 ألف موظف من موظفي حركة حماس بالقطاع بالإضافة لحلول لسلاح الفصائل.

وأضاف العقاد “واعتقد أن ما جاء بالورقة يلبي الحد المطلوب لوسطية الحلول , لكن إذا تمت الموافقة فاعتقد أن المشكلة تكمن في تشكيل الحكومة وبرنامجها السياسي وتسمية الوزراء بالإضافة لبناء الأجهزة الأمنية وسلاح الفصائل وهذا يتطلب إشراف كامل وتدخل ايجابي ومكثف على الأرض من قبل أفراد المخابرات المصرية عن التطبيق .”

مواصلا حديثه،”الأيام القادمة فارقة في تحديد طبيعة الدور المصري القادم ونجاعته فإذا كانت المخابرات المصرية تعمل عبر خطة واضحة المعالم لتحقيق المصالحة الفلسطينية على اعتبار أنها أولوية قبل أي قضايا أخري ,ولديها ما يكفي من عناصر الضغط على الطرفين ,ولديها القدرة على توفير الضمانات اللازمة لتسير خطوات تطبيق ورقة الرئيس أبو مازن دون إعاقة من أي طرف وخاصة اخطر ملفين وهما تشكيل الحكومة وملف السلاح حسب جدول زمني دقيق.”

ونوه العقاد، إلى أن “المساعي المصرية هذه المرة ستنجح وتحقق اختراق أولي على مستوى إعادة الثقة بين الأطراف وقبول بعضهم البعض على أساس الشراكة الوطنية الكاملة ومن ثم الانتقال إلي مهمة توحيد الجبهات الفلسطينية في جبهة واحدة قوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها السياسي الرافض لصفقة القرن .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار