شطب إمكانية إقامة دولة فلسطينية..

“الخان الأحمر” شاهد على جريمة التهجير والاقتلاع
حصار من كل مكان، هذا ما فرضته قوة من وحدة “الياسام” التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على المناطق البدوية “أبو النوار، والخان الأحمر” في القدس المحتلة، واعتدت بالضرب و القمع على مواطنيه بهدف تهجيرهم و اعتقلت العديد من سكانه.

في مقابل ذلك كانت جرافات الاحتلال تهدم كل ما يعترض طريقها من خيام ومنازل 181فلسطينيا يسكنون تجمع الخان الأحمر”أبو الحلو” البدوي 53% منهم أطفال و95 % لاجئون مسجلون لدى الأونروا، هجرتهم حكومة الاحتلال الإسرائيلي وهدمت تجمعهم الذي يقع على مشارف القدس الشرقية في الضفة الغربية، لصالح البناء الاستيطاني.

ويعد تجمع الخان الأحمر “أبو الحلو” واحدا من 18 تجمعا يقع في منطقة مخصصة لخطة (E1) الاستيطانية أو بجوارها، وترمي هذه الخطة إلى خلق منطقة مأهولة ومتصلة بين مستوطنة “معاليه أدوميم” والقدس الشرقية.

يشطب إمكانية إقامة دولة فلسطينية

وقال الكاتب و المحلل السياسي راسم عبيدات تعقيبا على المخطط الإسرائيلي لعملية هدم الخان الأحمر:” إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اعتبرت الاستيطان ثابت من ثوابت برامجها والقدس كانت حلقة مركزية من حلقات الصراع مع المحتل الصهيوني، وتحقيق هذا الحلم يحتاج إلى اقتلاع الوجود البشري الفلسطيني في منطقة الخان الأحمر،حيث تعيش التجمعات البدوية الفلسطينية المهجرة من تل عراد في بئر السبع منذ 1953″.

وأوضح عبيدات لـ”وكالة قدس نت للأنباء”، أن هذا الاقتلاع والتهجير للتجمعات البدوية هناك، والتي تعرضت أكثر من مرة لعمليات طرد وتهجير واقتلاع على يد جيش الاحتلال، يغلق البوابة الشرقية لمدينة القدس بالكامل، ويشطر ويفصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها، ويحول الضفة الغربية إلى “كنتونات” معزولة، وبما يشطب أي إمكانية للدولة الفلسطينية.

وأضاف، أن هذا يتطلب الاستيلاء على الأراضي في المنطقة المسماة (E1)، والتي تبلغ مساحتها 12 ألف دونم،ولتحقيق هذا الغرض، لا بد من طرد واقتلاع التجمعات البدوية هناك، تجمع أبو نوار والخان الحمر، معتقدأً وواهماً المحتل، بأن عمليات الطرد والإخلاء ستكون سهلة، وبأن قواته كبيرة العدد والمتوحشة، وما تملكه من إمكانيات وقدرات كبيرة، ستحدث صدمة عند سكان تلك التجمعات، وستنال من معنوياتهم، ولكن في الواقع الميداني أثبت أبناء شعبنا من الفلسطينيون البدو، بأنهم يموتون ولا يرحلون.

ونوه عبيدات، أن مشاهد القمع والتنكيل التي مورست بحق أهلنا وشعبنا هناك، أظهرت ليس فقط مدى وحشية هذا الاحتلال، بل سجلت نساء شعبنا حالات صمود أسطورية،وملاحم بطولية في سفر النضال الوطني الفلسطيني، في تصديهن لجيش غزاة الاحتلال.

جريمة حرب

من جهته وصف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”، عمليات هدم وتدمير المنازل التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ثلاث مناطق بدوية فلسطينية يوم أمس الأربعاء بـ”جريمة حرب”.

وأوضح المركز أن عمليات هدم الخان الأحمر وأبو النور وسوسا، استهداف ٤٦ تجمعا بدويا في “مناطق ج”؛ تمهيداً لتوسيع الاستيطان.

وشدد على أن “أياً من الأوامر العسكريّة أو الأحكام القضائيّة لا يمكنه أن يضفي على تهجير هؤلاء المواطنين الفلسطينيين صبغة قانونيّة أو أخلاقيّة”، مشددًا على أن النقل القسريّ للتجمعات الفلسطينية جريمة حرب وجميع الضالعين فيه؛ تصديقًا أو تنفيذًا، يتحمّلون المسؤولية الشخصية عن ذلك.

وقررت ما تسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية، في مايو/ أيار الماضي، هدم هذا التجمع، الذي ينحدر سكانه من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس عام 1953، إثر تهجيرهم القسري من جانب السلطات الإسرائيلية.

ويحيط بالتجمع مستوطنات إسرائيلية، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى “E1”.

ويعيش سكان التجمع حالة ترقب، خشية هدم مساكن شُيدت من الصفيح، وأخرى كرفانات (بيوت متنقلة)، بدعم من دولة أوروبية.

ويفتقر تجمع “الخان الأحمر” للخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، ويستخدم السكان الطاقة الشمسية للحصول على الإنارة ليلاً.

الرؤية الإسرائيلية للمستوطنات تكمن بطرد الفلسطينيين

واعتبر حنا عيسى خبير القانون الدولي، بان تنفيذ إسرائيل لخطة لإخلاء كافة المواطنين الفلسطينيين”البدو”: من مناطق c في الضفة الغربية وتجميعهم في مناطق سكنية محددة، في مقدمة لتوسيع العديد من المستوطنات خاصة في محيط مدينة القدس, استيطانا قائما على أساس إحلالي ومناقض لكل المبادئ الدولية واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م .

وأضاف عيسى قائلاً بان “هذه السياسة الإسرائيلية الاستيطانية تستند إلى أفكار التسوية النهائية لحكومة نتنياهو وهي وسيلة هامة كما يدعون لتحديد حدود إسرائيل والحفاظ على الأمن، لان الخطة تركز في البداية على إخلاء المواطنين البدو شرقي مدينة القدس بهدف توسيع مستوطنة معالي ادوميم وكذلك بعض المستوطنات في المنطقة الممتدة ما بين شرقي مدينة القدس وشرقي مدينة رام الله”.

ويقول عيسى بان “هذه الخطة تقود إلى استنتاج مفاده بان الرؤية الإسرائيلية لمستقبل المستوطنات تكمن في طرد الفلسطينيين ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات عليها من جهة والإحلال الإسرائيلي يعني إسكان الإسرائيليين في هذه المستوطنات وخلق وجود ديمغرافي يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوجود الفلسطيني الحالي والمستقبل من جهة أخرى.

وتقطن في الخان الاحمر 41 عائلة فلسطينية وفيها مدرسة اشتهرت كثيرًا باسم “مدرسة الإطارات” التي بناها الإيطاليون، ثم توسعت بدعم من الاتحاد الأوروبي ، وفيها أكثر من 180طالبا وطالبة وتخدم خمسة تجمعات بدوية قريبة من الخان الأحمر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار