المشهد الفلسطيني القادم..من “الإنقسام” الى “الإنفصال” – 1! القضية المركزية للسلطة وعباس وفتح ومن معهم العمل بكل السبل على تطوير الإنقسام الى مرحلة الإنفصال الوطني العام

 

كتب حسن عصفور/ منذ أكثر من عام، دخلت حركة التصارع الفلسطيني – الفلسطيني مرحلة جديدة، أضافت “عمقا سياسيا خطيرا” لنكبة الإنقسام الوطني”، عندما أعلن رئيس السلطة محمود عباس من العاصمة البحرانية دخوله الرسمي كـ”شريك” في حصار قطاع غزة، مع دولة الكيان..خطوة لم تكن ضمن أي إعتبار وطني وسياسي أو أخلاقي، أن تصبح الجهة الرسمية الفلسطينية أداة جرم خارج كل حسابات العمل الوطني..
قرار محمود عباس، لم يتم تجميده رغم توقيع إتفاق المصالحة الأخير، ويبدو “النهائي” في زمن عباس، برعاية مصرية، وعملت فتح – المؤتمر السابع كل ما يمكنها أن لا يتم تنفيذ الإتفاق الجديد، ولم يكن موافقتها على التوقيع سوى بضغط أمريكي في حينه، حيث كانت واشنطن كانت تسعى لتمرير صفقة ترامب، وأيضا حساب عباس للدور المصري العائد بقوة إقليميا، رغم تحالفه “من الباطن” مع خصومها في قطر وتركيا..
عباس وفتح، كان لهم أن يتجاوزا كثيرا من “الصغائر” في إسلوب حماس لتنفيذ الإتفاق، لو أريد حقا الذهاب لإستعادة المشهد الموحد، ووضع بداية حقيقية لإنهاء النكبة الإنقسامية، لكنهم بدلا من “الترفع” عن أي خطأ أو عناد فعلوا كل ما ينتج الأسوأ في عملية التنفيذ، لأن “تحالف الباطن العباسي” لا يريد لإتفاق المصالحة أن يمر نظرا لإدراك أطرافه قيمة ذلك وطنيا وإقليميا، وعوائده السياسية على مكانة مصر..لذا كان “تحالف عباس قطر تركيا” العقبة الحقيقية لمنع مواصلة تنفيذ الإتفاق..ثم تطورت باتجهات أخرى.
ومنذ ما يزيد على العام، والقضية المركزية للسلطة وعباس وفصيله فتح، العمل بكل السبل على تطوير الإنقسام الى مرحلة الإنفصال الوطني العام، بحيث لم يعد إنقساما بين حركتي فتح وحماس، بل يكرس “فصلا وطنيا – سياسيا”، معززا بتمرير سياسة التمييز العنصري بين مكونات جناحي بقايا الوطن..
وحاول عباس وفصيله إستغلال “ادوات الشرعية المهترئة” لتمرير ذلك المخطط، الذي يمثل الخدمة الأكبر لتمرير مخطط ترامب – إسرائيل التهويدي، وخلق حالة سياسية مشوهة في الضفة والقطاع تصبح واقعيا تحت هيمنة أمنية – سياسية جديدة..
وجاء عقد مجلس المقاطعة الأخير، الذي باتت أهدافه أكثر وضوحا من ذي قبل، بأن الإنعقاد جزء من أدوات تطوير الإنقسام الى الإنفصال الوطني العام، ليعلن دخول ذلك المخطط مرحلة تنفيذية متقدمة، مترافقا مع سياسة عقابية جديدة ضد قطاع غزة، الكيان والسكان، دون اي تمييز بين فتح وحماس أو غيرها، عقاب جماعي على الطريقة الإسرائيلية، ويبدو لذات الهدف أيضا..
وساعدت بعض أطراف الحركة الوطنية، بإنتهازية أو بغباء سياسي على تمرير المخطط العباسي، لتصبح شريكة في تمرير ذلك المخطط التآمري الأخطر على المشروع الوطني في المرحلة المعاصرة من المؤامرات المتلاحقة..
مشروع الانتقال من “مرحلة الإنقسام” الى “مرحلة الإنفصال”، يتناغم مع آلية الخطة الأمريكية لإقامة “دولة يهودية” وفقا للمخطط الصهيوني، وليس تأجيل عرض “صفقة ترامب” سوى عملية إنتظار لإستكمال مقومات “الإنفصال”، الذي سيكون عامود خيمة لتنفيذ تلك الصفقة المؤامرة..
مواجهة المخطط لا تزال ممكنة، ولها مقومات قوة حقيقية، لو حقا كانت هناك رغبة في مقاومتها أو التصدي لها..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار