تطورات من العيار الثقيل”الحل أو الانفجار” هذا ما ينتظره الجميع في غزة

تسارعت التحركات الدولية خلال الأيام الماضية في الحديث حول انتشال قطاع غزة من حالة التدهور و الفقر التي وصل إليها بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ 12 عاما،وكذلك استمرار الإجراءات” العقابية” التي يفرضها الرئيس محمود عباس على القطاع .

فالأوضاع المتردية وتجاوزها للخطوط الحمراء يدفع الكل للبحث عن حلول جدية،وذلك خوفا من الانفجار الذي سيطال الجميع،وعلى رأس ذلك أزمة الرواتب التي كانت الضربة و قسمت ظهر كل مواطن في قطاع غزة، وأثرت على كل مقومات الحياة.

لست من يحدد المواجهة في غزة

استمرار الحصار و مسيرات العودة وضعت الكل أمام خيار واحد وهو “الحل أو الانفجار”،هذا الأمر دفع الاحتلال لتهديد الرئيس محمود عباس، و كشف موقع “كان” العبري، عن تهديد “إسرائيل للرئيس عباس بعدم الاستمرار في تجميد رواتب الموظفين في غزة.”

وزعم الموقع العبري، إن “إسرائيل” هددت الرئيس عباس في حال عدم الاستجابة، بخصم الأموال من عائدات الضرائب التي تجمعها لصالح السلطة الفلسطينية, لتحويلها إلى موظفي السلطة بغزة.”

وادعى الموقع العبري، بأن أبو مازن يزيد الضغط على القطاع للانفجار بوجه إسرائيل، وأن الأخيرة حذرته وأوضحت له، أنك لست من يحدد متى تكون المواجهة القادمة في غزة ومتى لا تكون.

في المقابل ذكر مراسل الإذاعة العبرية جال بيرجر أن رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، سلم رسالة تهديد لرئيس جهاز الشاباك نداف أروغمان، مفادها أن الرئيس أبو مازن سيوقف التنسيق الأمني إذا أقدمت إسرائيل من طرفها على فك الحصار عن أهالي قطاع غزة.حسب قوله

تطورات دراماتيكية من العيار الثقيل

هذا الانفجار لا يريده الجميع، وفي هذا الصدد قال الكاتب و الباحث السياسي منصور أبو كريم:”إذا استمرت الأوضاع المتردية كما هي في غزة وإذا استمرت أزمة الرواتب والكهرباء ونقص السيولة في يد الناس مع اشتداد حرارة الصيف أتوقع أن يحدث الانفجار الذي حذر منه مدير عمليات وكالة الغوث”.

وذكر أبو كريم في تعقيب لـه ،أن “هذا الصيف لن يمر أبدا دون تطورات دراماتيكية من العيار الثقيل”.

وأوضح أبو كريم أن هذا الانفجار قد يكون باتجاه الجنوب أو الشرق أو انفجار داخلي ؟ كل الاحتمالات واردة ولكن تم إحباط انفجار تجاه الحدود وتبقى الخيارات الأخرى قائمة؛ كل ذلك يتوقف على الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية التي يتم الحديث عنها.

وأضاف، “فمشكلة غزة المنكوبة أنها تستنزف من 11 عاما والاقتصاد فيها منهار حتى وصل رصيد المجتمع فيها للصفر، صفر وظائف، وصفر قوة شرائية، صفر خدمات أسياسية، صفر مؤسسات قادرة على البحث عن مخارج، صفر وعي سياسي وأخلاقي وقدرة على الشعور بحال الناس في ظل تردي الأوضاع الاجتماعية والانسانية!!.

منع نشوب حرب جديدة

وكان بيبر كرينبول مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، قد أطلق نداء للعالم لإنقاذ الوضع المتدهور في قطاع غزة، ولمساعدة الاونروا في تقديم العلاج اللازم للمصابين.

وحذر كرينبول خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة قبل أيام،من أن “تداعيات كبيرة ستحصل للسكان جراء تدهور الوضع الصحي والإنساني في غزة”، مضيفاً “عدد جرحى مسيرات العودة يفوق عدد جرحى حرب 2014″، معبرًا عن صدمته بعد الجولة التي أجراها في المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع.

كذلك قال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط، مساء أمس،”إن غزة على حافة الهاوية والفلسطينيون فقدوا الأمل بالحل السياسي”. وأشار إلى أن رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة لم تدفع، موضحًا أن “هذا قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في القطاع”، مشددا على أنه “يجب التوصل إلى إستراتيجية طويلة الأمد في غزة، وإنهاء دائرة العنف”، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس ومنع نشوب حرب جديدة.

ممر جديد

وفي ظل هذه التطورات، كانت مصادر ديبلوماسية غربية قد كشفت قبل أيام لصحيفة “الحياة اللندنية” أن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع إحدى الدول العربية في شأن قطاع غزة..

وحول هذه التطورات تجاه الأوضاع في قطاع غزة،قال الكاتب و المحلل السياسي د. ذوالفقار سويرجو :” يبدو أن القطار قد أقلع و لم يعد هناك مجال للتراجع لقد أساءت السلطة و الرئيس و مستشاريه التقدير بإصرارهم على خطة معاقبة غزة لتثور الناس على حماس “.

وأوضح سويرجو،أن “ما جرى أدخلنا في ممر جديد بقدر ما يحمل من انتعاش اقتصادي كبير و ضخم فانه يحمل خطرا كبيرا مدمرا للمشروع الوطني المتعارف عليه حتى و أن رفضت حماس هذه الفكرة ،و اعتبرت أن خطوة الطلاق مع السلطة و الرئيس بأنها خطوة تكتيكية و لن تؤثر على إستراتيجيتها كجزء من المشروع الوطني “.

وذكر سويرجو أن “الواقع الجديد المفعم بالمليارات و عشرات المشاريع كفيل بحرف المسار نحو مرحلة جديدة تقودها مصر و يرعاها الأوروبيون و بعض دويلات المنطقة و الذي سينتهي بتطبيق خطة الإقليم التي تبناها ترامب و التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية و تقزيمها في دولة غزة الموسعة والواقعة تحت الوصاية المالية الدولية”.

مشروع الشرق الأوسط الجديد

متابعا حديثه، “وسيكون من المستحيل التراجع عنها كون السلطة الشكلية التي ستنشأ من تحالف رؤوس الأموال و بعض الطامحين للسلطة في غزة و بعيدا عن حماس التي ستكون في الخطوط الخلفية دون مقدرة على المشاركة في القرار إرضاء لشروط الرباعية إلا إذا تحولت حماس عن موقفها و ذهبت نحو الانخراط في المشروع الدولي ( التقية) .”

وأضاف سويرجو “وفي الجهة الأخرى من الوطن سيكون هناك شركاء سينضمون بحصة نصف الضفة الغربية وأجزاء من القدس ليشكلوا كيانا مشوها سياسيا و لكنه سيلقى الدعم من كل الأطراف بهدف إعلان إنهاء الصراع و البدء في مشروع الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل و مصر والسعودية و الإمارات و بعض اللاعبون الكومبارس ، لذلك أقول القطار اقلع ولم يعد هناك وقتا للترقيع أو المناورة أو التذاكي ، في ظل جبهة داخلية منهكة وسلطة ضعيفة و محيط متشوق للبدء في مشاريع المليارات، فصفقة القرن بدأت و نحن وللأسف إبطالها و القادم يعمي القلوب و ينفخ الجيوب.”

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار