هل ينتقل الفلسطينيون من الاحتجاج السلمي الى العمليات المسلحة؟!

العدوانية الاسرائيلية المتصاعدة والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، والهجمة الشرسة من جانب ما يسمى بـ “محور الاعتدال” العربي، الذي تقوده المملكة الوهابية السعودية، ضد شعب فلسطين وقضيته، دوافع كافية، لاحداث تطورات صعبة في ساحة الصراع، في ضوء رفض اسرائيل لعملية سلام عادلة.
وما تشهده الاراضي المحتلة من تعنت واجرام على يد جيش الاحتلال، وبدون توقف، والمضي في تهويد القدس والانكار والتنكر للحقوق الفلسطينية، لن يبقي فقط على الردود والاحتجاجات السلمية، وهذا ما تحذر منه دوائر عديدة في الاقليم والساحة الدولية، وحتى داخل اسرائيل نفسها، وجاءت المجازر الفظيعة التي ارتكبت ضد مواطني قطاع غزة، لتفتح الابواب على كافة الاحتمالات ستضطر الفصائل الفلسطينية الى الخروج عن صمتها والانخراط في المواجهة بالطريقة التي تتقنها وتشكلت من أجلها.
ويرى مراقبون أن مواصلة اسرائيل لممارساتها العدوانية، قد تنقل المقاومة السلمية الى الكفاح المسلح، عمليات وتفجيرات مؤلمة، بعد أن أغلقت اسرائيل كل أبواب البحث عن سلام عادل واستقرار دائم.
وامكانية التطور الى عمليات مسلحة صعبة، باتت واردة، في ظل هذا المناخ الذي يهدد بانفجار واسع وحريق كبير، فالاسناد الامريكي والتآمر الرجعي العربي، المحفزان للجرائم الاسرائيلية، فتح الباب على مصراعيه لمفاجآت خطيرة قادمة، تقلب الطاولة وتسقط كل المعادلات المرسومة، وتفشل حسابات اصحاب المبادرات والصفقات المشبوهة.
وليس مستبعدا أن ترى في الفترة القريبة القادمة، شكلا من أشكال المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، رغم كل الاجراءات والاحتياطات الأمنية المتخذة، وأية قيادة في مرحلة كتلك التي تعيشها الاراضي المحتلة هي أعجز من أن توقف مثل هذا الشكل، وهي التي أدركت أنها هي ايضا مستهدفة بعد أن رفضت التساوق مع ما هو مطروح من مبادرات تصفوية وعدم تراجعها، هو السياج الحامي لها مهما وتحدثت الاطراف المعادية عن السعي لرسم مشهد سياسي مريح، يطيح بالقيادة الحالية، يكون أداة تمرير وتسويق للحل التصفوي.
هذه الخطورة التي لا تستبعدها الدوائر المتابعة في أكثر من عاصمة دفعت مراقبون ومحللين صهاينة الى التحذير من ارتدادات عدوانية حكومة تل أبيب، الى درجة وصف الدعم الامريكي ونقل العاصمة الامريكية من تل أبيب الى القدس، بأنه ليس في صالح اسرائيل وقد يدفع بالاسرائيليين الى مستنقع من الدم، وحذر هؤلاء من عدم الارتهان لوعود بعض الانظمة العربية، وتعهداتها وقدرتها على ترويض الفلسطينيين وتمرير ما يسند اليها من مبادرات على غرار مبادرة “صفقة القرن”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار