وفد من رام الله لغزة..”التهدئة مقابل الطعام”هذا ما يتم طبخة لغزة؟

لم يعد الطبخ في غرف ودهاليز السياسية يجدي نفعا، فالآن أصبح الطبخ على المكشوف ، ومن يريد التذوق عليه تقديم التنازلات و إنهاء”مسيرة العودة” على الطبق السياسي، من أجل أن يكون له نصيب في أصناف الطبخ السياسي الذي يتم عرضه وبشكل مختصر السلام و الهدوء مقابل” الطعام” ورفع الحصار.

منذ أيام بات التحرك الدولي إزاء التطورات السياسية في قطاع غزة محموما، ومبادرات تطرح بمسميات مختلفة ولكنها تجمع على أن هذا التحرك مرهون بما ستقدمه غزة من نتائج،وهذه النتائج بالطبع في نهايتها عرض وطلب، تريدون رفع الحصار و إدخال الطعام ورفع العقوبات عليكم بقبول ما يطرح من مبادرات سياسية وإلغاء مسيرة العودة نهائيا.

تسريبات سياسية وفي ظل الحديث عن مقترحات لإنتشال غزة من وضعها، تتحدث عن أن الضغط الدولي على الرئيس محمود عباس قد يدفعه لرفع “الإجراءات العقابية” عن القطاع، خاصة أن هناك وفد من رام الله سيأتي لغزة الأسبوع القادم.

هذا و كان الموفد الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات قد بحث قبل يومين من وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير القطري بغزة محمد العمادي الحاجة الملحة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وخطة السلام التي تطورها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

انفراجات مؤقتة دون حلول جذرية

ويرى الكاتب و المحلل السياسي د.علاء أبو عامر، أن أي حلول أو صفقات مع غزة إن حصلت ستكون تسهيلات وانفراجات بسيطة ومؤقتة دون حلول جذرية، إلا إذا ذهبت حماس بعيداً وقبلت بشروط الرباعية ، عندها ستكون مرغمة على تدمير أنفاقها ونزع سلاحها ، وتبادل أسرى مع كيان العدو ، دون ذلك هي تسهيلات لن تطول لتعود الدائرة المغلقة بالدوران مرة أخرى إلى النقطة التي كنا ومازلنا فيها.

وأضاف، أبو عامر : “وكما رأينا وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان يقول إن شروط إسرائيل للتفاوض مع حركة حماس نزع السلاح ، وعدم ذكر حق العودة ، وشروط الرباعية ، لذا أقول مرة أخرى يجب التركيز على حق العودة وأكثروا من ذكره ، العالم نسيه وإذا ذُكر فضمن صيغ مبهمة، لأنه في العودة تكمن كل القضية وتختصر كل الحقوق ، وبها فقط يمكن القول إن مشروع الصهاينة وحماتهم انتهى والى الأبد .”

هذا و أشارت تقارير نشرتها صحف إسرائيلية صادرة اليوم، إلى أن “الحكومة الإسرائيلية ترفض كافة المقترحات التي ترمي إلى التهدئة في قطاع غزة، مقابل تخفيف الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع منذ سنوات طويلة بسبب الحصار الوحشي الذي تفرضه دولة الاحتلال على القطاع”.

وبحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”عاموس هرئيل، فإن حركت حماس نقلت رسائل إلى إسرائيل، في مطلع الشهر الحالي، تضمنت استعداد الحركة التي تسيطر على قطاع غزة لهدنة طويلة الأمد مقابل تسهيلات ملموسة في الحصار الوحشي الذي تفرضه دولة الاحتلال على القطاع.

وحتى الآن، رفضت دولة الاحتلال هذه الرسائل. وأضاف هرئيل أنه “تطرح كل من مصر وقطر والأمم المتحدة، حاليا، مبادرات لتخفيف الأزمة الحاصلة في القطاع، الذي يعاني نقصا في الأجهزة والمواد الطبية والدواء والماء والكهرباء والبضائع وغيرها.”

حقن سياسية مهدئة

من جهته رفض الكاتب و الباحث السياسي د.ناصر إسماعيل اليافاوي الحديث عن أي حقن سياسية مهدئة تعطى لغزة قائلا:” إن الحقن المسكنة والحلول المؤقتة الترقيعية مرفوضة، لأن حجم ما قدمه شعبنا من دماء وإصابات وإعاقات في مسيرة العودة السلمية!! ينتظر مواقف فلسطينية جمعية ، وعدم التفرد باتخاذ القرار لأن فلسطين من نهرها لبحرها لا تقبل القسمة على فصيل متفرد وهذا بالطبع ينسحب على غزة المكلومة .”

وأضاف اليافاوي،”لذا نقول كأصحاب رأي، إننا وبكل صراحة لا نقبل الحلول الترقيعية المؤقتة وقضيتنا ليس قضية فتح معبر رفح طوال رمضان فقط ، ولا دخول بضائع تجميلية من كرم أبو سالم ، نحتاج إلى إيجاد حلول مقنعة للعديد من المشاكل والأزمات التي تعصف بنيرانها الانقسامية فضاء غزة.”

واستشهد 65 فلسطينيا وجرح نحو 3188 آخرين ولا تزال حصيلة الشهداء مرشحة للزيادة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على مسيرة “مليونية العودة” السلمية التي خرجت إلى حدود قطاع غزة الشرقية الاثنين الماضي احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس واحياءا للذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية. وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ انطلاق مسيرات العودة في الـ30 من آذار الماضي إلى 120 شهيدا، وإصابة أكثر من 12000 فلسطيني.

رفع الحصار والعقوبات الجماعية

فالملاحظ أن كافة الحراك الشعبي السلمي المتمثل في”مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار”، بات الآن في ميزان المقاضية، خاصة أن هذا الحراك تصدى للكثير من المؤامرات التى حيكت ضد القضية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد قال صلاح عبد العاطي عضو اللجنة القانونية والتواصل الدولي للهيئة الوطنية العليا المنظمة لمسيرة العودة وكسر الحصار:” إن المسيرات جاءت للحفاظ على القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا وللتمسك بها ولعرقلة تصفية قضية اللاجئين من خلال تقليص تمويل وكالة الغوث ومحاولة منع صفة اللاجئ المتوارثة ومحاولات التوطين، ورفض لنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال”.

وأضاف، وفق تقرير”جاءت لترسل رسالة رفض لصفقة القرن لعرقلتها ومنعها إضافة لعرقلة الهرولة تجاه التطبيع / وفضح جرائم ترامب والاحتلال بحق الشعب الفلسطيني”.

وشدد عبد العاطي على حق غزة برفع الحصار قائلا:” فمن حق غزة ان يرفع عنها الحصار والعقوبات الجماعية كأهداف واقعية يمكن تحقيقها وهذا لا يعني التخلي عن باقي الحقوق الوطنية التي تتطلب نضال لفترة اطول، ولكن مسيرات العودة وكسر الحصار اعادت احياء الحقوق الوطنية الفلسطينية وساهمت في عرقلة صفقة القرن وفضحت الجرائم الإسرائيلية والامريكية وولدت دعم دولي واستعادة مكانة القضية الفلسطينية وطرحت معاناة الفلسطينيين في الضفة و القدس وغزة”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار