لا تنازل عن القدس.. مواجهات في كل مكان.. نقل السفارة للقدس لتمرير “صفقة القرن”

شهدت كافة مناطق التماس في قطاع غزة والضفة الغربية مواجهات ساخنة، رفضا للمخططات الأمريكية بنقل سفارتها للقدس من أجل تمرير”صفقة القرن”.

ويأتي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، تزامنا مع الذكرى السبعين لإحياء النكبة الفلسطينية، والذي من المتوقع أن يشهد تظاهرات واحتجاجات شعبية واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والأراضي المحتلة عام 1948 والشتات.

خطوات عملية على الأرض

وقالت أستاذ العلوم السياسية والدولية بجامعة الأزهر د. عبير ثابت: “إن خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس اليوم، تأتى ضمن إستراتيجية أمريكية جديدة تنتهجها إدارة ترامب لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلى ضمن ما يعرف بصفقة القرن”.

وذكرت ثابت وفق تقرير “وكالة قدس نت للأنباء”، أن هذه الإستراتيجية الجديدة تعتمد تطبيق خطوات عملية على الأرض، يتم من خلالها فرض واقع التسوية؛ طبقاً لرؤية الإدارة الأمريكية لشكل الحل النهائي.

وأشارت إلى أن الفلسطينيين اليوم بمسيراتهم الشعبية ومقاومتهم السلمية لا يحرجون إسرائيل فقط فهي دولة احتلال وقحة لا تستند فى وجودها إلا لشرعية القوة، لكن الإحراج الحقيقي هو للمنظومة الدولية وأخلاقياتها التي تقف مكتوفة الأيدي أمام قتل المتظاهرين المدنيين العزل المدافعين عن قرارات الشرعية الدولية والمطالبين بتطبيقها.

ويواصل أبناء في قطاع غزة استعداداتهم للمشاركة الحاشدة في “مليونية العودة وكسر الحصار” يومي 14و15 مايو الجاري، للتأكيد على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجروا منها عام 1948، ورفض المخططات الرامية لتصفية قضيتهم، وللمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عامًا.

ويتصاعد الغضب في الأراضي الفلسطينية من إقدام واشنطن على نقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في خطوة تتماهى مع اعتبار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول 2017، القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لـ”إسرائيل”، القوة القائمة بالاحتلال.

ومنذ الثلاثين من مارس/ آذار الماضي، يشارك فلسطينيون، قرب السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة، في مسيرات “العودة”، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها، في 1948، واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

الحرب على المصالح الأمريكية والإسرائيلية

من قال الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد: “اليوم تنقل امريكا سفارتها الى القدس دون احترام أي مشاعر اسلامية او عربية او احترام للقانون الدولي بل في خطوة فسرها الجميع بانها انتهاك فاضح لكل القوانين الدولية، فلا يحق لدولة ما ان تقرر عاصمة دولة اخري وخاصة اذا ما كانت تلك الدولة تحتل ارض الغير بالقوة المسلحة وبالتالي على دول الاسرة الدولية عدم نقل بعثاتها الدبلوماسية لأي مناطق او اراض تم احتلالها بالقوة العسكرية.

وذكر العقاد وفق تقرير “وكالة قدس نت للأنباء”، أن هذه الخطوة الامريكية يمكن ان تكون بمثابة الحرب على المصالح الأمريكية والاسرائيلية في الشرق الاوسط لو اتت قبل عشرة اعوام من اليوم لكن امريكا متأكدة ان مصالحها لن تتضرر بالشرق الاوسط لكن لن تستمر للابد ,لان رهان امريكا على الصمت العربي قد يكون رهان غير صحيح وغير ثابت لان الانظمة العربية احيانا لا تستطيع البقاء قوية اذا ما اهتز عرش السلطان.

وتابع، “أمريكا تراهن على الانظمة ونحن نراهن على الشعوب لان الشعوب مهما استطاع الحاكم ارهابها وتخويفها وقمعها واغراقها في ملذات الحياة ستصحو يوما من الايام وصحوتها ثورة وثورتها يعني اسقاط الخيارات الأمريكية ونسفها بالكامل وانتهاء النفوذ الامريكي بالمجمل” .

لن يقبل بالصفقة

وأشار إلى ان هذا جزء مهم من ما يسمي (صفقة القرن) التي يسعي ترامب للإعلان عن تفاصيلها مباشرة بعد ان ينقل سفارة امريكا الى القدس ويتأكد ان الخطوة الاولي لتجسيد اعلانه القدس عاصمة لإسرائيل بات حقيقة وبات مقبولا لدى الكثير من العرب وفي النهاية سيقبله الفلسطينيين.

وأضاف “هنا علينا ان نفهم ان الإدارة الامريكية اليوم تسير باتجاه ايجاد حل سياسي اقتصادي امني للصراع بعيدا عن ثلاث قضايا كبري اساسية وهي القدس والحدود واللاجئين وبعيدا عن أي مرجعيات سياسية فمبادرة السلام العربية باتت مقلوبة بعد الهرولة العربية للتطبيع مع اسرائيل على اكثر من مستوي في العلن وبعد التصريحات المؤذية للمشاعر القومية بأحقية اسرائيل في العيش بالمنطقة على الارض العربية دون ان تحقق السلام المنشود , لكن لا اعتقد ان واشنطن يمكن ان تنفذ خطتها كاملة وتبقي سفارتها في القدس ويقبل الفلسطينيين تلك الصفقة في النهاية حتى لو قبل كل العرب ذلك” .

ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار جماهير الشعب الفلسطيني الى للمشاركة بالزحف المهيب الذي انطلق صباح الاثنين 14 مايو/أيار الجاري في “مليونية العودة وكسر الحصار” بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والداخل عام 1948 والمخيمات والشتات للتحرك تجاه فلسطين من كل حدب وصوب.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أكدت أن افتتاح سفارتها لدى إسرائيل في مدينة القدس المحتلة سيكون اليوم 14 مايو/أيّار الجاري، ويأتي بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين ذكرى “النكبة” الـ70، والتي تعتبرها إسرائيل ذكرى قيامها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار