خلال تظاهرة فنية.. وثيقة السفر الفلسطينية تعكس فنيًا مأساة حامليها!

جسد عشرات الفنانين الشباب، في قطاع غزة، معاناة السفر، وهجرة الشباب للخارج، في قوالب فنية مُختلفة، تنوعت بين “لوحات فنية، وأفلام وثائقية، وصور فوتوغرافية، وعروض فنية غنائية”؛ عكست ما يشعر به ويتطلع إليه الشباب داخل القطاع المُحاصر.

“الفن سفير التغيير”، تحت هذا العنوان وظف الفنانين والمصورين والموسيقيين والإعلاميين والهواة الشباب في القطاع، إبداعاتهم للتعبير عن قضية “هجرة الشباب”، كلٌ حسب مجاله في تظاهرة شبابية فنية جمالية، نظمتها المؤسسة الراعية، وهي جمعية الثقافة والفكر الحر “غير حكومية”، في محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

وخطفت الأنظار، خلال التظاهرة الفنية، التي كانت عبارة عن معرض، تلك اللوحات الفنية التي جسدها هواة تصوير بكاميراتهم، “لوثيقة/جواز السفر الفلسطينية”، بعد أن وضعوها في قوالب فنية تحمل معاني ودلالات، عبرت عن مدى الإطهاد والظُلم الذي يتعرض له هذا الجواز ، دون جوازات السفر الأخرى.

تفاصيل اللوحات

في إحدى اللوحات وضع الجواز وعليه مُلصق جروح، في تعبير عن القيود المفروضة عليه، ومدى الظُلم والإطهاد الذي يتعرض له دون جوازات العالم، وأخر وضع في طبق، يُدلل التكالب عليه، وحرمانه من حقه، وجواز وضع وهو مُقيد على يد شخص، في دلالة على القيود المفروضة عليه من قبل دول العالم، ومحدودية صلاحيته، وفي لوحة وضع في يد تنزف في انعكاس لأحلام الفلسطينيين التي ضاعت بسببه..؛ كما يتحدث المصور المشارك في المعرض، معتصم الخطيب.

ويقول الخطيب البالغ من العمر “24عامًا” لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء”: “أنا ومجموعة التصوير الفوتوغرافي المشاركة في مشروع التصوير، اخترنا موضوع (هجرة الشباب) بشكلٍ عام، وما يجري لهم في المجتمع الفلسطيني، وأثار ذلك، اقتصاديًا واجتماعيًا؛ بعد أن تلقينًا تدريبًا وورش عمل مُكثفة، وإجراء دراسة عملية في البحث عن هجرة الشباب، وطموحاتهم التي تحطمت”.

وأضاف الخطيب: “لذلك اخترنا قوالب تخرج بها صور الوثيقة، وإظهار القيود المفروضة عليها، في معرض صور فريد من نوعه؛ فكل صورة تحمل معاني كثيرة، وتستوقف الناظر لها، لقراءة معانيها، التي قصدها المشاركون”.

ونوه إلى أن مجموع ما تم عرضه من صور ولوحات خطها فنانين وفنانات للوثيقة الفلسطينية، تظهر بشكل جلي عدم جدوى حمل الوثيقة، حتى لو تمكن حاملها من السفر بعد عناء، فسيجد القيود والشروط المفروضة عليها في الدول العربية والغربية؛ السبب الذي حرم الكثير من السفر الشرعي، ولجوء عدد كبير للهجرة الغير شرعية؛ الذي تسبب بفقدانهم في البحر.

تعبير الشباب عن أنفسهم

مدير البرامج في الجمعية الراعية للمشروع وليد النباهين، يوضح لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء”، بأن “الفن سفير التغيير”، هو عبارة عن برنامج، يضم جزئيات، تم البدء بها مع الشباب منذ عدة أشهر، تتمحور حول تدريب الشباب، للتعبير عن أنفسهم بأنفسهم وآرائهم في القضايا التي تمس حياتهم اليومية، وتحويلها تجسيدًا واقعًيا في قوالب فنية مُختلفة.

وقال النباهين : “اختار الشباب موضوع الهجرة الشرعية والغير شرعية، لأنها من القضايا الهامة جدًا، خاصة في الظروف التي نعيشها، وعالجها الشباب وعبروا عن رأيهم، من خلال أدوات مُختلفة، منها :الموسيقى، الغناء، الأدب، التصوير الفوتوغرافي، الفن التشكيلي، وأفلام توثق مجموعة قصص عن شباب حاولت الهجرة، ونقل انطباعهم وتجربتهم”.

وبين، إلى أن مجموعة من الشباب، اختارت وثيقة/جواز السفر، للتعبير عن قضية الهجرة، ومشاكل السفر، والقيود المفروضة على هذا الجواز، في قوالب فنية، برؤية وإبداع الشباب.

وأشار النباهين، إلى أن التركيز على وثيقة جواز السفر الفلسطينية، كونها الرمز الذي يستخدموه للسفر، ليوضحوا أنها لا تساوي شيء، ومفروض أنها وثيقة سفر، لكن للأسف لا يمكن السفر من خلالها؛ ما يجبر الشباب للهجرة غير الشرعية، والتهريب بطرق غير شرعية في السنوات الماضية، عبر الأنفاق، وسلك طرق أودت بحياة العشرات منهم، والمعاناة الطويلة في هذه القضية.

وتابع : “وثيقة السفر اختاروها كذلك، لأنها تُعبر عن أمنياتهم في البحث عن أفق وحياة جديدة في خارج قطاع غزة؛ بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها، في ظل عدم وجود بصيص أمل للاستمرار وبناء حياة كريمة على أرضهم”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار