“الغوطة الشرقية”..القدس الغربية.. أمريكا وحلفائها وأدواتها التنفيذية، اختارت “الغوطة الشرقية” لتكون “الحجاب الشرعي” لسحب البساط من أي اهتمام لقرارها تجاه القدس.

0

“الغوطة الشرقية”..القدس الغربية.. أمريكا وحلفائها وأدواتها التنفيذية، اختارت “الغوطة الشرقية” لتكون “الحجاب الشرعي” لسحب البساط من أي اهتمام لقرارها تجاه القدس.

كتب حسن عصفور/ في تزامن سياسي غريب، صعدت بعض القوى، ومنها عربية، معركة “الغوطة الشرقية” في محيط العاصمة السورية، بحيث أصبحت هي الحدث الأبرز اعلاميا وسياسيا وإنسانيا في المشهد العالمي، وصل بالبعض الفاقد لعروبته أن يصفها وكأنها حرب عالمية غير انسانية ضد “مدنيين” استهدفهم الجيش السوري وتحالفه الروسي الايراني وحزب الله..
مسار الأزمة السورية بدأ بمؤامرة سياسية ضمن المشروع التآمري العام لتدمير المنطقة، وافتضاح دور بعض عرب في تنفيذ تلك المؤامرة، ودفعوا مليارات من الدولارات، يمثل اضعافا مضاعفة لما قدمه هؤلاء لفلسطين منذ بداية نكبتها، لكن هؤلاء واصلوا كل ما يمكنهم العمل لتدمير سوريا، دون أن يتوقفوا لحظة للتفكير ماذا سيربحون، بل ماذا ربحوا بعد كل تلك المليارات المهدورة بلا أي نتيجة عملية، بل وبلا أدنى احترام لفعلهم، حتى ممن يدفعون له، يدير الظهر وكأنهم تروس لا حق لهم سوى الدفع المالي، وتقديم كل ما يطلب منهم دون أي إعتراض..
وخلال “المهمة القومية الكبرى” لتحالف المؤامرة لتدمير سوريا، قبل تدمير الحكم والنظام، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيبدأ تنفيذ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، باعتبارها عاصمة الكيان الاسرائيلي..
الوقاحة السياسية لهذه الادارة، باعلان قرارها التنفيذي كان له أن يشعل فلسطين نارا، لو كان له قيادة سياسية حقة، وكان له أن يطلق “هبة غضب” من المحيط، الذي كان هادرا يوما في زمن المد القومي زمن الخالد جمال عبد الناصر، والذي أيضا تآمروا عليه، ودفعوا المليارات للخلاص منه، كما يفعلون بسوريا، الى الخليج الذي كان ثائرا..كانت ستنطلق هبة تحرق بحق كل ما يسمى مؤسسة أمريكية، وتلاحق كل “أذنابهم”..
واختارت واشنطن يوما نكبة فلسطين، ليكون يوم نكبة سياسية جديد، ليس في تنفيذ قرار بل في “غياب أي فعل فلسطيني أو عربي” وبالقطع اسلامي – مسيحي..
ادارة ترامب، وعبر أدواتها التنفيذية، اختارت “الغوطة الشرقية” لتكون “الحجاب الشرعي” لسحب البساط من أي اهتمام بقرارها الجديد، ونجحت كما لم تحلم في تحقيق ما رمت له، نتيجة فتح ملف الغوطة، وأحالتها الى “الحدث العالمي الأبرز”، وتاه قرارتنفيذ نقل السفارة سوى من بعض “عويل ” لأشخاص منهم فلسطينيون وعرب، لكنه صراخ في “قربة مخرومة”..
أمريكا، عندما قررت قرارها بالتحدي التاريخي، لما كان “خط أحمر” حقيقي، كانت علي يقين بأن رد الفعل لن يتجاوز حدود بعض صراخ وعويل ولن تدفع ثمنا واحدا لما فعلت، وهي علي يقين مطلق أن رد الفعل الفلسطيني لن يخرج عن كمية بيانات وبعض كلمات متحشرجة تخرج من “شخصيات” فقدت كل قدرة انسانية وسياسية على المواجهة، أو قدرة على استنهاض طاقة شعب لمواجهة “عدوانية سياسية جديدة”..لفسادها السياسي العام!
واشنطن، يقينا تعلم، أن ما قامت به، لن يكون له أي فعل، كما حدث يوم أن قام الارهابي شارون بالاتفاق مع الارهابي براك رئيس حكومة “الطغمة الفاشية” في 28 سبتمبر 2000 بمحاولة اقتحام المسجد الأقصى، والحرم الشريف، فإنطلقت واحدة من “المواجهات الكبرى” ضد العدوانية الأمريكية – الاسرائيلية، مواجهة سياسية شعبية ومسلحة قادها الخالد الشهيد المؤسس ياسر عرفات، على موسيقى شعاره الحاضر “عالقدس رايحيين شهداء بالملايين”..
أمريكا تعلم، ان القيادة الراهنة لا صلة لها بعالم “المواجهة” من اي لون وشاكلة، قيادة أحالت الشعار الكفاحي العرفاتي “عالقدس رايحيين شهداء بالملايين” الى “عالقدس حاكيين كلمات بالملاليم”..
الأيام الماضية فضحت بعد المؤامرة بكل ملامحها، ليس عجزا كما يحاول البعض تبريرا، لكنه وعيا وعلما ومشاركة..مؤامرة أمريكية بأدوات محلية فلسطينية وسند عربي تبدأ تنفيذها في يوم نكبة شعب..
خطوة ستمر دون أي “صداع راهن”، لكنها حتما لن تمر دون أن تبدأ في صياغة فعل جديد قادم..آن اوانه!

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار