مركز فيريل للدراسات: تركيا وواشنطن وقعتا في فَخّ الأسد ـ بوتين

0

مركز فيريل للدراسات: تركيا وواشنطن وقعتا في فَخّ الأسد ـ بوتين

سوف نناقش معكم من مركز فيريل كافة الاحتمالات حول تطور التوتر بين الاحتلال التركي والانفصاليين:
تطور المعارك هو استنزاف عسكري للأتراك والمأجورين ومعهم العصابات في آن واحد، والنتيجة المبدئية لمعارك عفرين إن تطورت أكثر، ستكون إضعافاً أيضاً لعصابات الانفصاليين في الرقة ودير الزور والحسكة، وهم كلاب حراسة الوجود الأميركي في الشمال السوري. الأمر يمتدُ لأبعد من ذلك، وسينتجُ عنهُ ضرب أساس الاحتلال الأمريكي في الجزيرة، تحت غطاء “عصابات قسد” وريثة داعش الصفراء، بحجة محاربة الإرهاب… هنا دمشق هي الرابحة…

المؤكد لنا في مركز فيريل أنّ واشنطن تخلّت عن عصابات عفرين، وكما قلنا مراراً ستكتفي بالإدانة، والإدانة بدأت سريعاً منذ البارحة، ورغم نفي زعماء هذه العصابات للطلب من دمشق أن تتدخل، فهناك وساطات علمنا عنها هنا في برلين، تجري لتسليم الجيش السوري مدينة عفرين… ومعها منبج أيضاً… إن حدث التسليم للجيش السوري ستكون دمشق هي الرابحة…

لنفترض أنّ الانفصاليين “ركبوا رؤوسهم” كالمعتاد، سيواجهون جيشاً تركياً قوياً يطحنهم، ولكن هل ستمر الأمور هكذا؟ لا، سوف ينقلُ الأكراد المواجهات العسكرية إلى داخل تركيا، لتشتعل الحرب من الحدود الإيرانية حتى لواء اسكندرون، ويخسر الجانبان العتاد والأرواح والممتلكات، ماذا عن الاقتصاد التركي المهلهل؟ وستثور أوروبا على أنقرة وتتحرك الشوارع في العواصم الأوروبية بين مؤيد ومعارض، بينما سيُجنّ جنون واشنطن وهي ترى “كلاب حراستها” يتساقطون، وعلى يد واحد من أهم جيوش الناتو… ماذا ستكون دمشقُ هنا؟ الرابحة طبعاً.

لنفترض أنّ أردوغان تراجع عن ضرب الانفصاليين، ورضي بالأمر الواقع، القوميون الأتراك وجنرالات الجيش ومعظم الشارع التركي، سيرفض ولن يبقى أردوغان على كرسيه… لهذا ليس أمامه سوى تنفيذ تهديداته، لكن ماذا عن مشروعه العثماني لاحتلال إدلب وإقامة حزام عازل من أتباعه؟
سيضطر لسحب إرهابييه من إدلب لحماية تركيا من هجمات العصابات الانفصالية… الحقيقة وحسب ما قالهُ لمركز فيريل أحد الخبراء الألمان:
( تركيا الآن في أكبر ورطة… بل في أكبر فخّ، منذ الحرب العالمية الأولى…).

السيناريو الأقرب حالياً بين تركيا والأكراد :

حسب ما يجري على الأرض والمعلومات المتوفرة، نرى أن الاحتمال الأقرب حسب مركز فيريل هو تنفيذُ تركيا لتهديداتها وضرب عفرين… ويبدو أنها بدأت أثناء كتابة هذا التقرير الخاص. ببساطة ليس أمام أردوغان سوى هذا الحل، وسينتظرُ ردة فعل الدول، فإن لاقى نجاحاً، وهو غير وارد، استمر ليتابع في منبج وتل أبيض والمالكية وغيرها…

روسيا : سوف تتفرّجُ في البداية، وكم يحقّ لها أن تتفرج على “الغدار” التركي والمتذبذب الانفصالي… طبعاً مع بعض التلميحات بأن واشنطن هي السبب وقليل من “القلق”، بعدها ستتدخلُ لتهدئة الأوضاع، لماذا؟ لأنّ الأكراد سيهرولون إليها طالبين الحماية من أردوغان، والتوسط لدى دمشق لدخول الجيش السوري.

الولايات المتحدة ستتفرّجُ أيضاً، وهي أيضاً بين نارين: أن تُساعد الأكراد وتخسر تركيا للأبد، وقد تنجر لحرب كبيرة مع الجيش التركي، أو تترك الأكراد يواجهون مصيرهم الأسود وهو الاحتمال المرجح، لكنها ستمنع تركيا من الاستمرار في حرب كبيرة ضدهم…

أوروبا ستثور ضد أردوغان، خاصة ألمانيا، وهنا في برلين يُفيدكم مركز فيريل بأن التوتر سيد الموقف بين الأكراد والأتراك، وقد تشتعل المظاهرات في أية لحظة، والأخطر ما سيتلوها من اشتباكات بين الطرفين، ثم… تدفق جديد للاجئين الأكراد إليها.

أخيراً سوريا، عليها أن تنظر قليلاً قبل أي تحرّك، والاستمرار في معركة إدلب… فالانفصاليون يجب أن يفهموا أنّ مصيرهم بيد دمشق، وفقط دمشق هي التي تحميهم إن تخلّوا عن أوهامهم… على دمشق أن تتفرج لفترة أطول من موســكو…

الأمور تجري لصالح دمشق، والقيادة السورية ومعها القيادة الروسية أوقعتا تركيــا في الفخ، وهو انتقــام ما بعدهُ انتقام… هي ضربة للجميـــع؛ من واشنطن إلى أنقرة إلى تل أبيب إلى أربيل، دعونا أيضاً نتفرّج وبكل حذر… حذرٌ من تحــرّك أميركي _ إسرائيلي لاستيعاب الموقف والخروج من الورطة وحرف الانتباه… تركيا ومعها واشنطن وأتباعهما من انفصاليين وإرهابيين… وقعوا في الفخ .

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار