ذكرى رحيل مطران القدس كبوجي .. رمز فلسطين التي تستذكر شخصيته.

0

كبوجي كان يقول: أنا عربي من القدس عانيت كما عانى المسيح في سبيل الحرية والعدل …

إيلاريون كبوجي من حلب إلى فلسطين والعالم رحلة نضال والعودة إلى حلب ممجداً مظفراً
مسيرة حافلة بالحب والعطاء والنضال، سيرة عطرة لمثلث الرحمة إيلاريون كبوجي مطران القدس، فهو شهيد حلب وفقيد الرهبانية الحلبية المباركة، وقد دفن في لبنان ليس كلبنان فقط، بل كان له الرغبة في أن يدفن إلى جانب والدته في الرهبانية البصرية الحلبية، وهو فقيد القدس عاصمة إيماننا، وفقيد سورية التي ربته ونشأ فيها، وفقيد فلسطين التي أصبحت شخصيته كلها فلسطين، وفقيد المقاومة والحرية والكرامة، الكرامة رمز لهذه القامة، في 9 تشرين الثاني عام 1974 فكان هو في سجن الشهامة والإباء والعزة، أسير بهدى إيمانه وقوة معنوياته،

بعد أن غادر، كنت من خلال هذه المحاضرات ألتقي بالحُجاج من أقطاب العالم وأكلمهم عن شخصية المطران كبوجي، وأهمية وفرادة التزامه بالقضية الفلسطينية العالمية وما يقاسيه في سبيلها،

شارك في كل التظاهرات والزيارات لكل القرى الفلسطينية الحبيبة، وكان الحُجاج يشاهدون سجنه لأنه كان سابقاً في سجن بعيد عن تل أبيب والمطار، ولكن لمّا انتقل إلى سجن قريب من تل أبيب، كان كل الحُجاج الذين يمرون بالقدس، يمرون ويسلمون عليه، كان الحجاج عندما يَمرون من أمام سجن المطران كبوجي، فكان كل حاج إلى الأرض المقدسة يلقي السلام على سيدنا كبوجي، في شهر آب عام 1974 اعتقل من السلطات الإسرائيلية وسُجن وحُكم عليه باثنتي عشرة سنة، قضى منها ثلاث سنوات، وليس أربعاً، حيث بقي في السجن من عام 1974 في 19 آب حتى 6 تشرين الثاني عام 1977، وفي استقباله في مطار روما بتوسّط من البابا بولس السادس وأيضاً رؤساء الكنائس في القدس، وبعد نفيه في روما بقي في المنفى حتى وفاته، والجميل بأنه بقي طوال ذلك الوقت «واقفاً»، وكان دخل المستشفى في ثلاثين من كانون الأول بسبب نزلة صدرية بسيطة، وبقي في المستشفى لمدة أربع وعشرين ساعة ثم انتقل إلى السماء «واقفاً»، المطران إيلاريون كبوجي هو راهب حلبي وناهض ينذر حياته كلّها للرب من خلال نذوره الثلاثة، وكان نذره الأخير والوحيد هو فلسطين، فمنذ أن عيّن بطريركياً أصبح رمزاً للقضية الفلسطينية ونذر حياته لخدمة الفلسطينيين في الوطن وفي العالم أجمع، وأصبحت قضية فلسطين، قضيته، وبقي مدافعاً لها حتى آخر رمق من حياته وبقي يلقي المحاضرات في بلدان كثيرة عربية وأجنبية وأوروبية، حاملاً هموم القضية الفلسطينية وحقوق أبنائها مسلمين ومسيحيين في جرأة واعتزاز وفصاحة كبيرة يتمتع بها سواء بالعربية والفرنسية، ومن ذكرياتي كان أول سجن له في وسط فلسطين، وبقي يلحّ من 19 آب إلى كانون الثاني عام 1975 بأن يكون قريباً من الفلسطينيين حتى في سجنهم، وهكذا انتقل إلى زنزانة ثلاث سنوات، حيث رغب أن يكون بظروف أبنائه الفلسطينيين نفسها، ولكن للأسف لم يتمكن المطران الراحل من زيارة القدس من جديد لأن عودته تعني الكثير محلياً وعالمياً، أن نضال وتضحيات فقيدنا هي بحق فخر لفلسطين ولسورية وطنه وللبلاد العربية، وفخر لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك».

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار