المطلوب من محمود عباس وقيادته “السلوك الوطني” وليس ” الخداع الوطني”!

0

 

كتب حسن عصفور/ يحدث لك أن تتوقف، علك تكون قد اصابك “نوبة عناد شخصي” عند تناول قضية سياسية ما،

تعتقد أنك أصبت الحديث عنها، ولأن إعادة التفكير وقراءة كل معطيات تحيط بالحدث، اي حدث هو موضع الحديث، ضرورة لا بد منها، لو أن الأمر غاية “التصويب” وليس “التنغيص” أو “التنكيد الخاص”، على طريقة المثل الشعب الذي يحضر كثيرا في المشهد الفلسطيني، “عنزة ولوطارت”، بديلا للمثل الأصوب “الإعتراف بالخطأ فضيلة”..
من أكثر القضايا التي تثير “شهية الحديث السياسي” فلسطينيا، الى جانب كل ما له صلة بالمحتل ومسانده الأول أمريكا، سلوك الرئيس محمود عباس، ومحاولاته الأخيرة، وبعد قرار ترامب بشان القدس، إرتداء “ثوب بطولة ما”، في مواجهة القرار الترامبي، ما دفع البعض الإعتقاد أنه بدأ “سلوكا وطنيا جديدا”، عله يزيل عنه كل ما علق به، منذ هروبه العلني من “مواجهة سياسية كبرى” مع الإدارة الأمريكية” في قمة كمب ديفيد 2000، ليعود الى رام الله من أجل مناسبة “فرح” خاص، وخلال “هروبه إدعى “البطولة” عبر تصريح ساقط لصحفي له من الصفات الكثيرة..مرورا بما بدأ من “مناورات” حصار الخالد بعد إنطلاق المواجهة العسكرية – السياسية الأبرز بعد قيام السلطة الوطنية، مع العدو القومي وحليفه الأمريكي، يوم 28 سبتمبر 2000 بزيارة “الإرهابي شارون صديق عباس” الى المسجد الأقصى..
وكما اليوم، كانت “شرارة غضب” رفضا لزيارة تدنيسة، هب أهل القدس دفاعا، متضامنا معهم كل أهل فلسطين، فكانت المجازر التي يتم تجاهلها قصدا من “ذاكرة إعلام عباس الضيقة”، ولا يشار لها أبدا، عندما قتلت قوات “الغزو الإسرائيلي: أكثر من 70 فلسطينيا خلال فترة اقل من إسبوعين، لتنطلق أثرها رد فعل وطنية عارمة، عرفت أعلاميا باسم “إنتفاضة الأقصى” تجاوبا مع “النداء الخالد للخالد عالقدس رايحيين شهداء بالملايين”.
ومع الحرب العدوانية العسكرية ضد السلطة، بدأت معها المؤامرة المشتركة ضد الزعيم المؤسس أبو عمار، حيث التخطيط للخلاص، عبر حصار شامل عليه شخصيا وعلى كل من كان معه “موقفا” وليس مكانا، وتعززت المؤامرة باعلان بوش الإبن في 24 يونيو 2002، الذي تحدث به لأول مرة عن مصطلح “حل الدولتين” في خدعة سياسية نادرة، تكرست من الاعلام الأمريكي – العبري وأدواتهم، قال فيه أن “الشعب الفلسطيني يستحق قيادة غير هذه وأفضل…”.
وما أن إنتهى الإعلان الأمريكي لإنهاء “الزمن الخالد”، حتى كان اسم محمود عباس يتصدر المشهد، بديلا صريحا، ومعه بدأ هو في التحرك تحت “يافطات متعددة المسميات” لتنفيذ الطلب الأمريكي، وخلالها تدوال “العرفاتيون” لأول مرة تعبيرا كاشفا لمقر التآمر العباسي على الخالد، فيما عرف باسم “بناية العار”، ومعها أطلق الشهيد المؤسس أبو عمار على عباس لقب “كرزاي”، تماثلا مع دور الأفغاني كرزاي في تنفيذ المخطط الأمريكي..
الحصار السياسي والعسكري، مترافقا مع حرب تدميرية وقطع كل أموال الدعم عن السلطة، وما رافقها خطوات، أجبرت الخالد قبول تغييرا في طبيعة النظام السياسي، لإختراع منصب رئيس الوزراء ليكون مقدمة إنهاء الرئيس ابوعمار، وكان عباس هو الشخص الذي شغل ذلك المنصب، لكنه اثبت فشلا ذريعا، فكانت الخطوة الثانية الخلاص من أبو عمار، لفتح الباب لعباس رئيسا..وقد كان باغتيال أبو عمار 11 نوفمبر 2004، وعباس رئيسا في يناير 2005، ويومها قال شارون قولته التاريخية، ان فوز محمود عباس برئاسة السلطة هو “يوم تاريخي” لاسرائيل..
ودون فتح الباب لك ما كان خلال “العهد العباسي”، لكن ملامح هامة يجب التوقف عندها، أبرزها المساهمة العملية بالانقسام الوطني، الصمت الكلي على أوسع حركة تهويد استيطاني في الضفة والقدس، الهروب من تنفيذ قرار الأمم المتحدة الخاص بدولة فلسطين عام 2012، والاستمرار في المرحلة الانتقالية، حصار أي هبة شعبية عبر غرف التنسيق الأمني، وكان تصريحه الأشهر أنه يفتش “حقائب تلاميذ المدارس عن أي سكين قد يكون معهم” مطاردة لهبة السكاكين التي أرعبت المحتل، فكان عباس وأجهزته الأمنية الحامي الحقيقي لجنود الاحتلال ومستوطنيه..
عباس كرس الرواية التهودية في القدس، عبر تصريحات أعلنها أمين سر فصيله، الرجوب الذي قال أن البراق هو “حائط المبكى المكان المقدس لليهود”، وايضا فعلت مركزيته، ثم كررها أخيرا في خطابه الفضيحة في لقاء الستين دقيقة برام الله، عندما قال أن القدس مدينة مفتوحة للأديان الثلاث، وهو اعتراف صريح بوجود أماكن عبادة يهودية…
ولو تساوقنا مع نظرية، ان الرجل اصابته “لوثة صحيان وطنية”، وانه يعمل على مسح مسار اسود، ويبحث طريقا للخلاص من عار سياسي، وبات من الواجب دعمه، خاصة وأن فريقه وأجهزة أمنه، وبعض أمن الاحتلال بدأ يشيع أن عباس مستهدف أمريكيا وهناك بحث لاستبداله..ولنذهب مع تلك الفرية الى نهايتها..فلو حقا أنه يريد “تبيض ماضيه الاسود” وأنه متصد للمخطط الأمريكي الاسرائيلي، نقول له وبإختصار أن سلوك الطريق الوطني، وليس الخداع الوطني يتطلب منك التالي:
* اعلانا فوريا بإنهاء المرحلة الانتقالية بكل ما بها، وتنفيذ قرار دولة فلسطين فوق أرض فلسطين..لك الخيار البقاء في رام الله بكل ما سيكون “حصارا شخصيا لك وعائلتك”، او الحضور الى قطاع غزة وتبدأ رحلة وطنية جديدة.
*اعلان رسمي بوقف أو تعليق الاعتراف المتبادل مع دولة اسرائيل حتى اعترافها بدولة فلسطين.
*إلغاء كل قرارات الضرر الوطني والسياسي والانساني ضد قطاع غزة، كل ما صدر منك، وأن تعلن توقفك عن مطاردة معارضيك داخل فتح وخارجها، وأن صفحة جديدة بدأت.
*الدعوة فورا لعقد الإطار القيادي الموحد من أجل:
– إعادة الإعتبار للمؤسسة الوطنية كإطار صاحب القرار في إعلان صريح لنهاية عهد “خطف الشرعية والقرار الوطني”..
– اعلان انتهاء المرحلة السابقة من إنقسام والبدء الفوري في تنفيذ الاتفاق الأخير، دون التذرع بهذه المسألة أو تلك، فمن أجل القضية الوطنية هناك مساحة لتحمل بعض الأخطاء ؛تى الحخطايا..
– اعلان رسمي أن لا مفاوضات مهما كانت، قبل قيام دولة فلسطين بديلا للسلطة، والاعتراف بها، ولذا لا عملية سلام ولا راع لها، والدولة تكمل مع دولة الكيان التفاوض على بقايا عالقة ومستقبل العلاقات بينهما..
خطوات لها أن تفرز الغث من السمين، وعندها كل من لا يقف معك فهو جاسوس يعيد إنتاج “كرزاي فلسطيني جديد”..فإبدأ بما وجب عليك وليس اشاعة ما كذب عنك

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار