لنعمل معا من اجل الحفاظ على اوقاف العرب الفلسطينيين الارثوذكس من التسريب.

0

لنعمل معا من اجل الحفاظ على اوقاف العرب الفلسطينيين الارثوذكس من التسريب.

سهيل نقولا ترزي

فقد بدأت سيطرة رجال الدين اليونان على رئاسة بطريركية القدس عبر جمعيتهم القبر المقدس عام 1534 في عهد السلطان العثماني سليم الأول عند استدعاء البطريرك عطا لله المعروف باسم دوروتاوس الثاني (1505-1534) وعين بدلا منه البطريرك اليوناني جرمنيوس، وإقصاءه للكهان العرب عن الوظائف الكنسية العليا، جعل الكنيسة الأرثوذكسية يونانية والعرب رعيتهم.،

البطريرك عطا لله المعروف باسم دوروتاوس الثاني توفى في المنفى عام 1541

أما في الحقبة الممتدة منذ فتح القدس وحتى عصر المماليك إلى تاريخ سيطرة جمعية أو أخوية القبر المقدس على الإكليروس، فقد كان معظم الرهبان والأساقفة عرباً، وكان آخرهم عطا لله المعروف باسم دوروتاوس الثاني (1505-1534) وتفى في المنفى عام 1541،

الكنيسة الأرثوذكسية هي الكنيسة الأولى في التاريخ التي تأسست في القدس عام 52 بعد الميلاد، وتمثل الوجود المسيحي المتجذر في فلسطين ويتبعها أكثر من غالبية مسيحيّي فلسطين، وهي ما برحت تعاني مشكلة خاصة ومتمادية منذ زمن طويل هي انشطارها بين رعية عربية خالصة العروبة ورأس غريب عنها، في الأصل قبل سنة 1534 كانت الكنيسة الأرثوذكسية عربية بالكامل من قمة الهرم الإكليركي إلى الرعية،

لكن الرهبان اليونان كانوا يتوافدون على القدس بكثرة أيام الدولة العثمانية، وقد كانت اليونان جزءاً من هذه الدولة في ذلك الحين، وكان مركز البطريركية الأرثوذكسية في القسطنطينية، وبطاركتها من اليونان، وقرار السلطان العثماني سليم الأول إقصاءه البطريرك العربي عطا لله المعروف باسم دوروتاوس الثاني (1505-1534) وللكهان العرب عن الوظائف الكنسية العليا، فشكلوا اليونان أغلبية الرهبان والأساقفة في القدس وتولوا مقاليد الحكم والسيطرة على البطريركية، من خلال جمعية القبر المقدس، وقد نقل البطريرك كيرللس الثاني (1845-1872) مقر البطريركية من القسطنطينية إلى القدس.

ففي سنة 1948 هجر ما يقارب 750 ألف فلسطيني عن أرضهم وأصبحوا لاجئين ، ومن بينهم 000 , 40 ألف إلى 50,000 من العرب الفلسيطنيين المسيحيين الذين كانوا في ذلك الوقت أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين في سنة 1948، مع العلم ان في مدينة القدس عام 1944 كان عدد المسيحيين يتجاوز 30,000 نسمة, والكارثة انهم أصبحوا الآن اقل من 3000 فرداَ!

طبعآ هذه كارثة كما قلنا والملاحظ ان الدور المسيحي العالمي غير مهتم بالمستوى المطلوب, من الفاتيكان الى اصغر مسيحي في هذا الكون بإستثناء العرب الفلسطينيين المسيحيين في فلسطين اضافة الى الذين بالمنافي والشتات.

وعندما اتحدث بهذا الموضوع فأنني اقصد ان الدور المسيحي المطلوب يجب ان يكون مميزآ وليس خجولآ كما هو عليه, وهناك من عمل على هذا الاهتمام بشكل سلبي وتحديدآ عدونا الصهيوني وهذه المأساة ليست بنت اليوم, فيعتبرون سيدنا المخلص يسوع المسيح عدو لهم منذ ان ولدته السيدة مريم العذراء عليهما السلام ولا داعي للتذكير ان اليهود يعتبرون المسيح والمسيحية عدو اساسي لهم , وذلك قبل ظهور الاسلام ,

المهم ان القضية المسيحية فعلآ جزء من المشكلة الفلسطينية العامة وهنا لا اقصد التمييز او التجزئة ولكن لولا !!!!! وكما يقول صديقنا الشاعر مظفر النواب ( لعنة لولا ) فلولا التقاعس الفاضح بهذا الجزء لما تحدثت, فالقيادة الفلسطينية تتحمل جزء من هذا التقاعس من خلال قرارها الحيادي السلبي, والمسلمين يتحملون ايضا جزءا آخر ونقول بكل صراحة وخاصة انهم لا يذكرون الا المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية في فلسطين فقط مع وجوب اعطاء الحق التاريخي للحاج أمين الحسيني، مفتي القدس وزعيم الحركة الوطنية الفلسطينية الذي كان يقود التظاهرات المطالبة بحقوق العرب الأرثوذكس باتجاه مبنى البطريركية الأرثوذكسية في الثلاثينيات من القرن الماضي وهذا شرف عظيم للكل الفلسطيني.

ولا نرى إلا المؤتمرات الخاصة بالمقدسات الإسلامية وكأن المقدسات المسيحية ليست جزءاً من فلسطين المغتصبة من عدونا الصهيوني مع العلم انني اعمل بشكل مستمر وعلى كافة الاصعدة تحديدآ بخصوص المقدسات الدينية في فلسطين ان كانت اسلامية او مسيحية.

ولكن ورغم ذلك فأنني اعتقد ان الطامة الكبرى تكمن في ما يجري على الصعيد الداخلي المسيحي فالملاحظ ان الدور العربي المسيحي قد تقلص او تم تحجيمه عن سابق اصرار وترصد , وبدأت سيطرة رجال الدين اليونان على رئاسة بطريركية القدس عبر جمعيتهم القبر المقدس عام 1534م في عهد السلطان العثماني سليم الأول وإقصاءه للكهان العرب عن الوظائف الكنسية العليا،, مع الاشارة الى ان آخر البطاركة العرب كان البطريرك عطالله المعروف باسم دوروتاوس الثاني (1505-1534 ويلاحظ ان هناك تحجيم اذا لم يكن تقليص لدور رجال الدين العرب الفلسطينيين المسيحيين, مع الاعتراف ان أبناء الكنيسة العرب لم يدّخروا جهداً للتخلص من السيطرة اليونانية على كنيستهم، وتجدر الاشارة الى ان المسيحيين العرب يتهمون رئاسة البطريركية بأنها لم تكن أمينة على أملاك الكنيسة وهي وقف عربي فلسطيني مسيحي وإن الكنيسة التي يتسلط عليها سلك الكهنوت اليوناني خانت الامانة الممنوحة لهم مع اكتشاف عمليات بيع وتأجير أراضٍ تابعة للكنيسة لمدة طويلة الى كيان العدو الصهيوني وخاصة أيام البطريرك “فينادلتوس” في الخمسينيات من القرن الماضي ناهيك عن الفضائح الجديدة.

ولحتى الان لم يوجد أي رادع لتصرف سلك الكاهنوت اليوناني على املاك الوقف العربي الفلسطيني الارثوذكسي.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار