منظمة حقوقية تنتقد تصريحات البطريرك الماروني بحق اللاجئين السوريين والفلسطينيين..

0

منظمة حقوقية تنتقد تصريحات البطريرك الماروني بحق اللاجئين السوريين والفلسطينيين..

انتقدت “المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا”، بشدة تصريحات البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي اعتبر اللاجئين السوريين والفلسطينيين “عبئا كبيرا بل خطرا ديمغرافيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأمنيا”، ووصفتها بأنها “تصريحات مشؤومة وغير مسؤولة”.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، في بيان لها اليوم الجمعة: “في الوقت الذي تحتاج فيه دول الشرق الأوسط إلى العمل الجاد من أجل إطفاء نار الحروب الأهلية المشتعلة والصراعات المسلحة يطل علينا أعلى مرجعية دينية في لبنان بتصريحات مشؤومة وغير مسؤولة من شأنها أن تكون شراره لحرب أهلية في لبنان”.

وأضافت: “هذه التصريحات جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية على لسان أعلى مرجعية دينية مسيحية في لبنان وهو البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبر اللاجئين السوريين والفلسطينيين عبئا كبيرا بل خطرا ديمغرافيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأمنيا”.

وأشار بيان المنظمة إلى “أن حروبا طاحنة اشتعلت في المنطقة بسبب تصريحات من أفراد ليس لهم موقع قيادي في المجتمع، فكيف إذا صدرت من شخصية دينية تعتبر مرجعا لقطاع عريض من الناس في ظل ظروف خطيرة وحساسة نحتاج فيها أن توزن الكلمات بميزان الذهب حفاظا على الأرواح والسلم والأمن”.

وأضاف: “محاولة البطريرك دس البعد الإنساني والتضامن مع اللاجئين واعتبارهم في نفس الوقت خطرا متنوعا وتجب عودتهم من حيث أتوا في حين أن عودتهم مستحيلة هي دعوة مبطنة لاستخدام القوة العسكرية بكافة أشكالها لإجلائهم عن لبنان مهما كان الثمن”.

ولفت بيان المنظمة الانتباه إلى أن “تصريحات البطريرك ليست منعزلة إنما تأتي متناغمة مع تصريحات متعددة سابقة أدلى بها وزير خارجية لبنان جبران باسيل كان آخرها قوله: (كل أجنبي قابع على أرضنا من غير إرادتنا هو محتل من أي جهة أتى)، متباهيا متفاخرا بعنصريته اللبنانية”.

وأكدت المنظمة “أن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تشكل خطرا على السلم والأمن المجتمعي في لبنان بل على المنطقة كلها، إذ أنها تعتبر على الأقل ضوءا أخضر لقطاع واسع من المتطرفين لارتكاب جرائم بحق اللاجئين”.

ودعت المنظمة المجتمع اللبناني بكافة أطيافه إلى التصدي إلى مثل هذه التصريحات ونبذها وإدانتها، لأنها “تتحدث عن خطر وهمي غير موجود فالكل يعلم الظروف القاسية التي يعيشوها اللاجئون السوريون والفلسطينيون في لبنان”.

كما دعت المنظمة الرئاسات الثلاث في لبنان إلى إدانة هذه التصريحات والعمل على طمأنة اللاجئين ورعايتهم وتقديم العون اللازم لهم بالتعاون مع المنظمات الأهلية والوكالات الأممية، وفق البيان.

وكان البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام، قد قال في كلمة له بكنيسة “مار مارون” في لوس أنجلس الأمريكية، مساء أمس الخميس: “فيما تعاني بلدان الشرق الاوسط من ويلات الحروب المذهبية والقتل والخراب والتهجير على ايدي منظمات ارهابية، مدعومة بالمال والسلاح والتغطية السياسية، نشعر بالحاجة الى بقاء المسيحيين في ارضهم واوطانهم، للشهادة على القيم الانجيلية: قيم الاخوة والسلام وقدسية الحياة البشرية، وكرامة الشخص البشري. وهذا مطلوب من المواطنين المسلمين المعتدلين وذوي الارادات الحسنة والمتمسكين بالقيم الإسلامية. لذا، يجب ان يعود جميع النازحين واللاجئين والمهجرين الى ارضهم واوطانهم، بحكم المواطنة”.

وأضاف: “اما بالنسبة الى الذين لجأوا الى لبنان من سوريا، وهم اكثر من مليون ونصف، ومع الفلسطينيين اصبحوا نصف الشعب اللبناني، فقد باتوا عبئا كبيرا على لبنان بل خطرا ديموغرافيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وامنيا. واصبحت عودتهم واجبة الى الاماكن الآمنة في سوريا، من دون ان نتخلى نحن عن تضامننا الانساني معهم، والاجتماعي مع قضيتهم”، على حد تعبيره.

وبشارة بطرس الراعي أو بالصيغة الرسمية مار بشارة بطرس الراعي المولود عام 1940، بطريرك أنطاكية الماروني 77، انتخب بطريركًا في 15 آذار (مارس) 2011، خلفًا للبطريرك نصر الله صفير الذي كان قد أعلن استقالته في شباط (فبراير) 2011 بداعي التقدم بالسن.

درس في لبنان وإيطاليا وعمل في الفاتيكان ودرّس موادّ لاهوتية وحقوقية كنسيّة في جامعات عدّة، قبل أن يصبح أسقفًا عام 1986 ورئيس أساقفة جبيل عام 1990، وترأس عددًا من اللجان الكنسيّة منذ انتخابه أسقفًا وحتى انتخابه بطريركًا. وهو إلى جانب كونه البطريرك الماروني، يعتبر رئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك.

منحه البابا بندكت السادس عشر لقب كاردينال في الكنيسة الجامعة، وهو رابع بطريرك ماروني يتم منحه اللقب التالي للقب بابا، في الكنيسة الكاثوليكية.

ويعتبر البطريرك الراعي أول عربي وماروني في العصور الحديثة يشارك في الانتخابات البابوية، بعد أن شارك في المجمع المغلق لعام 2013.

والبطريرك (ج بطاركة أو بطارقة) هي كلمة يونانية مكونة من شطرين، ترجمتها الحرفية “الأب الرئيس”؛ ومن حيث المعنى فهي تشير إلى من يمارس السلطة بوصفه الأب، على امتداد الأسرة، ولذلك فإن النظام المعتمد على سلطة الأب، يدعى “النظام البطريركي”.

أما في المسيحية، فتتخذ الكلمة معنى رئيس الأساقفة في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية؛ ويدعى مكتب البطريرك البطريركية. أما المؤرخون العرب فقد اصطلحوا على الكلمة لفظ “بطريق”.

من حيث الصلاحيات، فإن البطريرك هو أسقف مقدم، وله حق الولاية على جميع الأساقفة بمن فيهم رؤساء الأساقفة، وعلى سائر الإكليروس والعلمانيين في ولايته الجغرافية أو طائفته حسب القواعد التي رسمتها المجامع المسكونية، والقواعد الكنسية اللاحقة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار