تجليات إنسانية للتشكيلي الفلسطيني معتز العمري بقاعة المركز الثقافي العربي

0

 

قدم الفنان التشكيلي الفلسطيني المقيم بسورية معتز العمري معرضه الفني “تجليات إنسانية” بقاعة المركز الثقافي العربي أبو رمانة بدمشق والذي انطلق غرة أكتوبر وسيتواصل طيلة الأيام القادمة، حيث قدم العمري مجموعة من أبرز أعماله التي تصل إلى 40 لوحة بتقنية الأكريليك والشاشة الحريرية، تعكس رؤاه الإنسانية بتجلياتها ومواقفه الوجودية بطرح ماورائي لعمق الانسانية في ظل واقع محفوف بالأحداث والمشاعر المختلطة في فكرة الأرض والوطن الحضور والحضارة فبين عمق الإنسانية والتجليات الروحانية في التكوين والتكوّن تتراكم التعبيرات وتتكاثف العلامات البصرية التي تتجادل فيما بينها لتخترق الابداع الفني.

وهو ما يميّز تجربة العمري التشكيلية إضافة إلى الثراء والتناغم والتنوع بين التشكيل والتطبيق وبين التعبير والتجريد في عملية تجريبية متراكمة الأساليب والأفكار الباحثة عن الذات والانسان في روح الكون والأرض والطبيعة والوجود.

تأثر العمري بالحفر والطباعة اليدوية التي مكّنته من اكتساب مهارة في فرز التناقضات بين الظلال في سكون العتمة وصخب الضوء الذي يحرّك العناصر والشخوص المحمّلة بهمومها في تجليات تعكس البقاء والرحيل الغياب والحضور الثبات والتقهقر في طبيعتها وترابها، بجدلية البعدين الأبيض والأسود ومنها كشف الألوان بكل درجاتها المتصارعة مع العلامة البصرية التي تراقص الفكرة وتؤسّس قيمها في الموقف الوجودي من الواقع عند الفنان ومنه إلى المتلقي.

فمن خلال تجربته في التعبير الفني يخوض مغامرته بكلّه الإنساني فينغمس في تفاصيله ويظهر بحثه التشكيلي غارقا في الأفكار المتراكمة في كثافة المعنى والواقع والمجتمع وتراثه الشرقي والفلسطيني بالتحديد، فعلاماته واستعاراته ومجازه يعكس تلك الروح الشرقية التي تلاحق هندسته وبناءاته التشكيلية وتصميمه الجمالي الذي يرتب فوضاه ذات السرد البصري المتناثر داخل حكاياته المتحولة مع ذاكرته فهو يسوقها على مسطحاته وخاماته بين الورق المرسوم والمطبوع وعناصره المرئية التي تداعب أحلامه السرمدية التي تتدافع من الواقع لتحفظ المخيلة بنضج يكاد ينفلت نحو الفضاءات الصاخبة وهو ما يلقي الضوء والألوان على درجات وعيه بالفكرة وحرفيته في تثبيتها وصبره في ترويضها لتواكب همه الوجودي وقلق حضوره في التراب خاصة وأنه لم ينفصل عن الوطن الفكرة والصورة في علاقته بتداخلاته وتكويناته الهندسية في معمار اللوحة وتصاعدها.

عناصره يستلهمها من الأرض من الطبيعة ومن الانسان من الوجدان من المعايشة من الذاكرة والتذكر من الحنين ليتكئ على حكايات شعبية تختزل التراث المتنوع والأساطير الشائكة في مفرداتها بتلاوينها التي بدورها تتناغم مع انفعالاته ورؤاه التي ينسخها على البياض الهادئ ويفجر داخلها أفكاره بحرفية الرقش والحفر الخط والزخرف التكوين والتحويل والتحول والبناء والهندسة كل تلك العناصر تتناغم وفق اللمسات الحرفية التي ترتب أدوارها جماليا بخصائص تقنية متنوعة الخامات والتقنية الطباعة والحفر والأكريليك والشاشة الحريرية وغيرها كل ذلك بمزج تعبيري وتجريدي مبني التشكل ومهندس التفاعل في تجريب مرن يحاول أن يعبر نحو ملامح التجلي في الانسان بدرجات ساكنة حينا وصاخبة أحيانا ما يمنح أعماله خصوصية أسلوبية تحاكي الانسان والجغرافيا بوعي بالذات وبأهمية الرمز وعلامته التي تختزل الوطن

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار