قضية فلسطين قضية مركزية ومحورية لفلسطين أصدقائها وداعميها ومسانديها ولفصائل المقاومة الفلسطينية حلفاؤها

0

قضية فلسطين قضية مركزية ومحورية  لفلسطين أصدقائها وداعميها ومسانديها ولفصائل المقاومة الفلسطينية حلفاؤها
ابو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة
حتى لا ينساق أحد وراء التعمية والتجهيل، ولوضع النقاط على الحروف، فإن محور الصمود والمقاومة، هم الحلفاء في معركة المصير التي يخوض غمارها الشعب الفلسطيني ضد الغزاة الصهاينة.
* يحلو للبعض في ساحتنا الفلسطينية أن يردد ويروج لمقولة أنه يرفض اعتبار فصيله في محور المقاومة، وأنه ينأى بنفسه عن سياسة المحاور، وكأن أحداً طالبه أو اشترط عليه الالتحاق بهذا المحور، فأن يكون الفصيل الوطني في موقع المقاومة وخندقها ومحورها حسب التعبير الدارج اليوم، ليس استجابة لدعوة أو طلب، وليس شرطاً يترتب على أساس القبول به وجود علاقة عضوية لمكونات محور الصمود والمقاومة في الأمة.
* ولابد قبلاً الإشارة إلى أن الساحة الفلسطينية عموماً ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة تجنبت سياسة المحاور في عملها السياسي وعلاقاتها السياسية، وجاء هذا الموقف على قاعدة مقولة راجت في ساحتنا الفلسطينية طويلاً وهي أن قضية فلسطين تحتاج إلى تأييد ومساندة وتعاطف ودعم الجميع، والجميع هنا مقصود به الدول العربية على وجه الخصوص.
* وإذا كان هذا التوجه وهذا الموقف صحيحاً وصائباً في مرحلة مضت، ومضى عليها زمن طويل، فإن التمسك به والحرص على ترديده بمناسبة أو دون مناسبة يحتاج إلى إعادة النظر به، لأن الواقع المتشكل اليوم يفرض المراجعة وإعادة النظر،ـ والسؤال الكبير هو أين هو الجمع؟، وأين هم الجميع؟ فهناك دول خرجت من ذات الصراع وتنصلت من قضية فلسطين، وكل ما تعبر عنه مجرد مواقف خجولة، فقد اعترفت بكيان العدو، وأقامت العلاقات معه ووقعت اتفاقيات ومعاهدات (صلح وسلام)، وهناك دول أخرى قطعت شوطاً كبيراً في عملية التطبيع لدرجة الاندماج بالمشروع الغربي الاستعماري، وبالمشروع الصهيوني، ولم تعد ترَ في الكيان الصهيوني عدواً ولا حتى خصماً، بل صديقاً وحليفاً محتملاً، وترتبط معه بعلاقات سياسية وأمنية، وباتت ترى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية العدو الرئيسي، فحرفت البوصلة، وألحقت الأذى والمخاطر بقضية فلسطين بل بالأمة جمعاء، وهناك دول تعيش أوضاعاً صعبة باتت أسيرة مساعدات وضغوطات، ولم تعد قادرة على أن تعبر عن موقف وطني وقومي، وفي سبيل التاج والمصالح الضيقة تبلع ألسنتها وتساير المواقف، وهي في مرحلة انحناء.
* إن هذا التوصيف لواقع العديد من أطراف النظام الرسمي العربي لا يعني القول بقطع العلاقات مع هذه الدول، ففي كل الأحوال يظل هناك ضرورة لهذه العلاقات، فشعبنا الفلسطيني موزع ومتواجد في العديد من البلدان العربية، ثم أن الحرص على التفاعل والتواصل مع أبناء أمتنا في مشرق الوطن العربي ومغربه يظل محوراً أساسياً من محاور عملنا السياسي ونضالنا الوطني، وكيف لا؟، وقناعتنا الراسخة أن قضية فلسطين ستظل القضية المركزية للأمة، وأن الكيان الصهيوني هو عدو الأمة جمعاء، وأن معركة تحرير فلسطين في الجوهر هي معركة الأمة كلها.
* لكن الإبقاء على العلاقات مع هذه الدول لا يجوز أن يرتقي لدرجة بث الوهم أنها دول مساندة وداعمة ومؤيدة لنضالنا الوطني، وخاصة أن العديد منها بات يصف المقاومة الفلسطينية إرهاباً.
* إن هذا كله يدفعنا للتأكيد على أننا أصحاب قضية وطنية بامتياز، قضية صراعية مع المشروع الصهيوني، وتجسيده الكيان الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين.
* وواجب فصائل المقاومة أن تجوب الأرض شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً للبحث عن الأصدقاء الداعمين والحلفاء، وإذا أردنا وضع النقاط على الحروف فإن الواقع المتشكل في ساحة التحالفات بات واضحاً ومحصوراً بكل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسورية العربية الشقيقة، والمقاومة الباسلة في لبنان بقيادة حزب الله، وكل الأحرار والشرفاء في أمتنا المناهضين للتطبيع، المتمسكين بوحدة الأمة ورفض التجزئة والتفتيت والتقسيم، والمتمسكين بفلسطين وطناً عربياً لا حق للصهاينة به.
علاقات التحالف هذه ليست علاقات محورية، ومن يصفها بالمحورية يسعى للتشويه والتشكيك والافتراء.
* المحور بالتعبير الدارج عند وصف قوى الصمود والمقاومة، بمحور المقاومة، هم حلفاؤنا، ونحن حلفاؤهم، والتحالف لا يعني الذوبان في برنامج آخر غير برنامج التحرير، والتحالف لا ينتقص من كون الشعب الفلسطيني شعب ذو شخصية مستقلة، أو أن للحركة الوطنية الفلسطينية مكانتها الكفاحية، أو من الثورة الفلسطينية المعاصرة ومكانتها التاريخية والريادية.
* بهذا المعنى فإن للقوى الوطنية الفلسطينية المقاومة قضية قائمة بذاتها، والقضية بحد ذاتها مركز استقطاب، وموضع اهتمام، وبهذه الحالة تكون العلا قات قائمة على احترام الحقوق وعلى دعم ومساندة الثورة الفلسطينية في نضالها المشروع.
* من يردد يومياً أننا لسنا جزءاً من محور المقاومة لأننا نحتاج الجميع، يرفض بالجوهر بناء التحالفات الصائبة على طريق تحرير فلسطين، ويتطلع لعلاقات مع أطراف أخرى تؤمن له مصالح وامتيازات، أو تشكل له مدخلاً لعلاقات أوسع في إطار رؤية حلول ومشاريع وتسويات، وليس في إطار رؤية صراعية مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين.
* وأخيراً علاقات التحالف مع محور الصمود والمقاومة، لا تحول دون أن تخوض فصائل المقاومة مع حلفاؤها معارك ضد عدو واحد، أو تخوض نضالاً مشتركاً من أجل تحصين أمتنا من مشاريع التفتيت والتجزئة (مشروع الشرق الأوسط الكبير)، وأن تخوض نضالاً مشتركاً في مواجهة كل من يتربص بأمتنا شراً، والإرهاب التكفيري الأسود نموذجاً.
* وخوض المعركة في هذا الميدان يصب في مصلحة فلسطين أولاً وقبل كل شيء ويعزز برنامج التحرير والعودة، وهو هدف وطني سامٍ بامتياز وفي سبيله تهون التضحيات.
(أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار