خفايا نقل ملف المصالحة لتركيا .. أردوغان الباحث عن دور يغطي فشل سياساته

0

الرئيس التركي رجب أردوغان يتخبط في السياسة الداخلية والخارجية، وهو يبحث له عن دور جديد يغطي على تخبطه وفشل سياساته، يتجول في الخليج، ويغازل ايران وعاتب على امريكا، ويوجه الانتقادات لدول أوروبية، ويشن حملات واسعة من البطش والاعتقال والاقصاء داخل تركيا، ويواصل “هندسة” الجيش خوفا من انقلاب حقيقي يطيح به وبحزبه.
أردوغان يعيش حسرة فشل دوره الارهابي في المنطقة، ويتكىء على المشيخة القطرية، التي عادت لتلتصق بدائرة الصغار، ويعيش حكامها حسرة عدم قدرتها على ولوج نادي الكبار، أما جماعة الاخوان وهي تعيش مرحلة أفول نجمها، فهي فشلت في تمرير برنامجها وعجزت عن شد أعصاب الرئيس التركي، وجميع هذه الاطراف لم تحقق شيئا من قيادتها ودعمها لعصابات الارهاب، وخاب أملها في تدمير الساحات العربية،
الرئيس التركي يبحث الان عن دور جديد يتعلق به، وجد ضالته في دعوة الطرفين المتصارعين في الساحة الفلسطينية السلطة وحماس لعله ينجز المصالحة، ولو لفترة قصيرة، وتقف مشيخة قطر وراء هذا التحرك التركي صوب الساحة الفلسطينية الذي تآمر على بعدها القومي، من خلال استهداف جيوش الدول العربية ذات التأثير مصر وسوريا والعراق.
ومشيخة قطر، تقيم علاقات قوية مع حركة حماس أحد فروع جماعة الاخوان وتربطها صلات متينة مع رأس الهرم السياسي الفلسطيني، وبالتالي، جاءت دعوة أردوغان للطرفين المتصارعين في محاولة لاغلاق ملف الانقسامن فمن جهة، أمريكا باتت تبارك انجاز مصالحة لتمرير حلها التصفوي للقضية الفلسطينية، ومن جهة ثانية، تنظر الدوحة وانقرة الى الدور التركي بشأن هذا الملف على أنه ضربة لمصر الذي أمسكت بهذا الملف منذ بدايته، وكل من قطر وتركيا ليستا بخاسرتين اذا نجحتا في افشال تقارب حماس ومصر الذي قطع شوطا لا بأس به، أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية فهي الاخرى ترى في نقل ملف الانقسام الى تركيا ردا على مصر وتقاربها مع حماس، ومباركتها لتفاهمات الحركة مع دحلان المفصول من حركة فتح، والمدعوم من دولة الامارات التي لم تتوقف عن محاولاتها اسقاط المشهد السياسي الفلسطيني، لصالح مشهد جديد تقوم بهندسته منذ سنوات، ومع أن هذه السياسة التي تنتهجها السلطة، “سياسة النكاية” مليئة بالأخطار الا أن قيادة السلطة واصلت ذلك، غير آبهة لما فد يترتب عليها من تداعيات سلبية ومخاطر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار