الجدار حول غزة.. هل هو إعلان حرب؟ وهل ستسمح المقاومة للاحتلال باستكمال بناءه؟

0
الجدار حول غزة.. هل هو إعلان حرب؟ وهل ستسمح المقاومة للاحتلال باستكمال بناءه؟
لا تزال أنفاق المقاومة الفلسطينية تشكل الهاجس الأكبر للاحتلال الإسرائيلي، وتستغل حكومة الاحتلال ذلك الأمر للتحريض على قطاع غزة و تشديد الحصار عليه،في المقابل تؤكد فصائل المقاومة أن تلك الأنفاق هي للدفاع عن القطاع ضد اى عدوان يتعرض له القطاع.

الأنفاق أثبت أهميتها في بث الرعب في نفوس وصفوف حنود جيش الاحتلال ،وكذلك بين المستوطنين بالقرب من حدود القطاع، كون أنفاق المقاومة بغزة الهاجس الأكبر للإسرائيليين وجيشهم، وتعد السلاح الذي تخشاه إسرائيل ، كون هذه الأنفاق تمثل مصيدة لأسر جنود الاحتلال وتنفيذ عمليات خلف خطوط العدو.

موقف المقاومة من الجدار

ومنذ أيام واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إقامة سياج فاصل على طول الحدود مع قطاع غزة، بحيث يرتفع بنحو ستة أمتار فوق الأرض، ويترافق مع إقامة جدار إسمنتي على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ستسمح فصائل المقاومة للاحتلال باستمرار البناء في الجدار على الشريط الحدودي، أم سيكون لها موقف من ذلك، وكذلك بناء الجدار هل معناه أن هناك مواجهة مستقبلية مع جيش الإحتلال؟

فصائل المقاومة الفلسطينية ، وفق ما رصده تقرير” وكالة قدس نت للأنباء”،أكدت على قدرتها لضرب الاحتلال في مقتل والتصدي له، و أن الجدار لن يكون عائق أمامها، و أكدت حركة “حماس” على فشل المشروع الذي ينفذه الاحتلال على طول الخط الزائل مع قطاع غزة للتصدي لأنفاق المقاومة، وفي تحقيق الأمن للإسرائيليين.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس في تصريحات صحفية له :”إن المقاومة قادرة على ضرب الصهاينة في مقتل كما عودتنا في التصدي للاحتلال”.

واستأنف الاحتلال بناء الجدار حول قطاع غزة للتصدي لأنفاق المقاومة على حدود القطاع، من خلال اقامة جدران اسمنتية تحت الارض وفوقها، وتركيب اجهزة استشعار.

أما حركة الجهاد الاسلامي فعدت ما يقوم به العدو محاولة لطمأنة مستوطنيه، وشدد القيادي بالحركة أحمد المدلل فى تصريحات صحفيه على “قدرة المقاومة على افشال أي مخططات ومشاريع صهيونية للقضاء على انفاق المقاومة .”

الجدار سيتعمق لعشرات الأمار

و كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية أن الاحتلال عازم على استكمال البناء في الجدار الخرساني على طول حدود قطاع غزة للقضاء على الأنفاق.

وبينت أن الجدار يبلغ طوله 64 كم، وتكلفة الكيلو متر الواحد 41 مليون شيكل، بإجمالي 4 مليار شيكل.

وذكرت أن قوات الاحتلال جهزت معدات حفر ضخمة استوردت من ألمانيا خصيصا، كما عملت على استيراد الباطون السائل من البلقان.

وأوضحت أن الجدار سيتعمق لعشرات الأمار تحت الأرض ستة امتار فوق الأرض، بمشاركة ألف عامل من مختلف دول العالم.

إعلان حرب ولن تسمح بتنفيذه

وقال الكاتب و المحلل السياسي إبراهيم المدهون وفق ما رصده تقرير” وكالة قدس نت للأنباء”،:إن بناء الاحتلال لجدار على حدود غزة ستعتبره المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس إعلان حرب ولن تسمح بتنفيذه”.

وذكر المدهون وهو كاتب مقرب من حركة حماس، في تدوينة كتبها على صفحته الشخصية عبر شبكة التواصل الاجتماعي، أنه سيتم استهدافه وتعويق عمله حتى لو أدى ذلك لحرب مفتوحة مع الاحتلال ، فهذا الجدار المزمع تنفيذه من الجيش الإسرائيلي كسر لقواعد التهدئة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بناء جدارٍ أرضيّ إسمنتي حول قطاع غزّة، وذلك بهدف مواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينيّة، بعد أن كشف عدة أنفاقٍ منذ انتهاء العدوان الأخير على غزّة، والتي تشير المصادر العبرية إلى أنّها كانت أنفاقًا متصلة بأنفاقٍ سابقة حفرتها المقاومة وحاول الاحتلال تدميرها.

المواجهة الحتمية

كذلك رأى الكاتب و المحلل السياسي الدكتور ذوالفقار سويرجو، أن غزة مرة أخرى على صفيح ساخن ، و أن الحائط الأرضي الذي شرعت ببناءه إسرائيل على الحدود الشرقية يختصر الزمن للذهاب نحو المواجهة الحتمية و التي ستأخذ طابعا مختلفا .

وذكر سويرجو في تعقيب له كتبه على صفحته الشخصية عبر شبكة التواصل الاجتماعي، “فلا ضربة صادمة و لا اجتياح بري بسبب كثافة النيران في غلاف غزة . بل ضربات جوية مركزة و تقطيع غزة الى ثلاث اجزاء من خلال قصف الشوارع الرئيسية .”

وأضاف، وتتطور المعركة استنادا لسرعة الرد و نوعية الرد و القدرة على الضربات الرادعة ومفاجآت المقاومة .في الضرب خلف الخطوط ، و هذا يعني عدم قدرة اي طرف على الحسم في وقت قياسي مما سيوقف المعركة على اسس جديدة بسبب عدم رغبة و قدرة الطرفان على اطالة امد المعركة، وذلك نظرا لحجم الخسائر المرعبة المتوقعة بالمعنى النسبي و كل حسب حجمه .

وذكر تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية أن الشهور الأخيرة شهدت تغييرات في المنطقة الحدودية، حيث أقيمت مصانع للإسمنت، وتم استجلاب عمال من الخارج، في حين تعمل شركات على تسوية المنطقة الحدودية، إضافة إلى إقامة أكوام ترابية لتحجب العمال العاملين في المنطقة.

وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينوي وضع سياج تحت المياه في المنطقة البحرية بين إسرائيل وقطاع غزة، كما سيقوم ببناء كاسر أمواج على طول بضعة كيلومترات.

وكان القائد العسكري لمنطقة الجنوب في جيش الاحتلال، أيال زمير، قد صرح لمراسلين عسكريين أن الجيش سيواصل بناء سياج الفصل على طول الحدود مع قطاع غزة، حتى لو تم استهداف النشاطات العسكرية في المنطقة.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار