سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا اكاديميا جامعيا روسيا

0

سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا اكاديميا جامعيا روسيا : ” ان التضامن مع الشعب الفلسطيني هو انحياز للعدالة وللقيم الاخلاقية والانسانية ”
القدس – وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد اكاديمي روسي رفيع المستوى ضم عددا من اساتذة الجامعات الروسية في مدينتي موسكو وسانت بطرسبورغ وغيرها من المدن الروسية والذين وصلوا الى الاراضي الفلسطينية في زيارة تضامن مع الشعب الفلسطيني وكذلك بهدف زيارة المعالم التاريخية في مدينة القدس وفي سائر انحاء الارض المقدسة .
وقد ضم الوفد الاكاديمي 70 استاذا جامعيا الذين سيقومون ايضا بزيارات لعدد من الجامعات الفلسطينية .
وقد استهل الوفد الاكاديمي الروسي زيارته للقدس بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس حيث استقبل الوفد في كنيسة القيامة في القدس القديمة مرحبا بزيارتهم للاراضي الفلسطينية ومشيدا بالصداقة التي تربط الشعبين الفلسطيني والروسي .
قال سيادة المطران بأننا في المدينة المقدسة نرحب بأصدقائنا الاتين الينا من سائر ارجاء العالم الحاملين معهم رسالة المحبة والسلام والتضامن مع شعبنا الفلسطيني .
ان زيارتكم التضامنية لشعبنا تأتي في مرحلة تخطط فيها الكثير من الجهات الغربية لتصفية القضية الفلسطينية ، الكثيرون في عالمنا اصبحت القضية الفلسطينية تزعجهم ويسعون بوسائلهم المعهودة والغير المعهودة لتصفية وتهميش هذه القضية ولكنني اود ان اقول لكم بأنه لن يتمكن احد من تصفية قضيتنا لانها قضية شعب يعشق الحرية ومن يخططون لتصفية هذه القضية سيفشلون حتما وكل مخططاتهم ستتحطم بسبب صمود شعبنا وتمسكه بثوابته ودفاعه عن قضيته العادلة .
اننا اوفياء لاصدقاءنا المنتشرين في كل مكان وهنالك شعوب كثيرة في عالمنا تقف الى جانب شعبنا وهنالك ازدياد في رقعة اصدقاء شعبنا الفلسطيني المتفهمين لعدالة هذه القضية والمؤيدين لنضال شعبنا من اجل الحرية .
ان اتساع رقعة اصدقاء الشعب الفلسطيني امر يزعج الاعداء لانهم لا يريدون ان يكون هنالك اصدقاء لشعبنا وهم يسعون لتشويه نضال شعبنا والاساءة لنا ووصم نضال الشعب الفلسطيني من اجل الحرية بالارهاب .
مهما حاول المحرضون والمسيئون تشويه صورة شعبنا فإن كل هذه المحاولات لن تنجح وخلال زيارتكم للاراضي الفلسطينية ولقاءكم مع ابناء شعبنا ستكتشفون بأن شعبنا شعب مثقف ومتحضر وهو شعب متمسك بحقوقه ويعشق الحرية التي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .
دافعوا عن الشعب الفلسطيني الذي قضيته هي قضية حق وعدالة ونصرة للمظلومين والمعذبين والمضطهدين ، ان التضامن مع الشعب الفلسطيني هو انحياز للعدالة وللقيم الاخلاقية والانسانية ولذلك فإننا نعبر عن شكرنا لكم وللرسالة الانسانية التي تحملونها معكم ومن خلالكم نوجه التحية للشعب الروسي الصديق ولكافة اصدقاءنا في سائر ارجاء العالم .
فلسطين هي الارض المقدسة التي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها وفلسطين هي حاضنة اهم المقدسات المسيحية لا سيما كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم كما وغيرها من الاماكن المقدسة والشعب الروسي الارثوذكسي ينظر بورع واحترام كبيرين للاماكن المقدسة في فلسطين وهنالك حجاج يأتون الينا من روسيا لكي يعبروا عن تعلقهم بمقدساتنا وبالتراث الروحي والانساني الذي تحتضنه هذه الارض المقدسة .
فلسطين هي ارض السلام والمحبة والاخوة وهي ارض القداسة والشهداء ، انها ارض المهد والقيامة انها بقعة مقدسة من العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
في فلسطين هنالك شعب واحد يناضل من اجل الحرية ، والمسيحيون والمسلمون معا يكافحون ويناضلون من اجل استعادة حقوقهم وتحقيق امنياتهم وتطلعاتهم الوطنية .
المسيحيون والمسلمون الفلسطينيون ينتمون الى عائلة واحدة ويدافعون عن القدس ومقدساتها في وجه ما تتعرض له مدينتنا المقدسة من استهداف يطال مقدساتها ومؤسساتها وابناء شعبها.
التفتوا الى القدس التي تتعرض لمجزرة حضارية غير مسبوقة فكل شيء فلسطيني في هذه المدينة مستهدف ، مقدساتنا مستباحة اوقافنا يراد الاستيلاء عليها وابناء شعبنا الفلسطيني في المدينة المقدسة يعاملون كالغرباء في مدينتهم في حين انهم هم ابناء هذه الارض الاصليين ، فالقدس لهم وفلسطين لهم ولا يمكننا ان نتحدث عن فلسطين والقدس بدون شعبنا الفلسطيني الذي يحق له أن يعيش بحرية في وطنه وان ينعم بالكرامة والامن والسلام مثل باقي شعوب العالم .
المسيحيون الفلسطينيون ينتمون الى الشعب الفلسطيني فقضية الشعب الفلسطيني هي قضيتنا جميعا وآلام ومعاناة شعبنا هي آلامنا ومعاناتنا جميعا وطموحه نحو الحرية هو طموحنا نحن جميعا .
ولذلك فإن المسيحيين في فلسطين ليسوا طائفة او اقلية او جماعة دخيلة في مجتمعنا الفلسطيني بل هم مكون اساسي من مكونات شعبنا ، المسيحيون الفلسطينيون متمسكون بأصالتهم الايمانية وبقيمهم الروحية وهم متشبثون بهويتهم الوطنية العربية الفلسطينية .
ان من يسيء للشعب الفلسطيني يسيء الينا جميعا ومن يتطاول على الشعب الفلسطيني يتطاول علينا جميعا ايضا كما ان من يسيء للحضور المسيحي يسيء لكل الشعب الفلسطيني الذي نعتبره جسدا واحد في مواجهة الطغيان والعنصرية والاحتلال .
الحضور المسيحي في فلسطين يتعرض لاستهداف غير مسبوق فأوقافنا مستباحة وهنالك من يسيئون لانتماءنا الوطني ومن يسعون لحرف بوصلتنا وتشويه تاريخنا والنيل من انتماءنا العربي الفلسطيني .
نحن متمسكون بمسيحيتنا المشرقية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة ، لن نتخلى عن ارثوذكسيتنا التي هي استقامة ايمان واستقامة فكر وسلوك ، لن نتخلى عن انتماءنا لهذا المشرق وتاريخه وحضارته وهويته ، لن نتخلى عن انتماءنا لامتنا العربية ولشعبنا الفلسطيني ومهما اساءوا الينا وسعوا لاقتلاعنا من انتماءنا الوطني فنحن سنبقى متشبثين بانتماءنا مدافعين عن تاريخنا وتراثنا وجذورنا العميقة في هذه الارض المقدسة ، لن يتمكن احد من اقتلاع وجودنا التاريخي العريق من هذه الارض المقدسة وسنبقى متشبثين بالقدس عاصمة روحية ووطنية لشعبنا الفلسطيني .
قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطيني بنسختها الروسية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وقدم للوفد بعض التذكارات الخاصة بكنيسة القيامة .
اما اعضاء الوفد فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته واكدوا وقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني ورفضهم لاي استهداف يطال الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي وفي فلسطين بنوع خاص كما اكدوا لسيادة المطران بأن القضية الفلسطينية هي قضية كافة احرار العالم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية .

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار