مصدر: السلطة ستخفف نشاطها في المحافل الدولية وعباس تخلى عن تجميد الاستيطان كشرط للمفاوضات

0

واشنطن- دانييل سيريوتي: كل من يتابع المسيرة السياسية سيفهم جيدا أهمية الاشارات التي سجلت أمس من جهة السلطة الفلسطينية.
في البداية افادت “بلومبرغ” بان الرئيس محمود عباس سيتخلى مؤقتا عن مطلبه بتجميد البناء في المستوطنات كشرط لاستئناف المفاوضات؛ بعد ذلك كشف مسؤول فلسطيني كبير النقاب أمام “اسرائيل اليوم” عن التفاهمات بين الاطراف، والتي أساسها، بزعمه: اسرائيل تواصل البناء الملجوم في الكتل الاستيطانية، ولكن تجمد على نحو شبه تام البناء خارجها.
وصرح مصدر رفيع المستوى في رام الله، مقرب جدا من الرئيس عباس لـ “اسرائيل اليوم” بان إزالة مطلب تجميد البناء جاء بفضل تفاهمات هادئة تحققت مؤخرا بين الاطراف في جولة اتصالات حثيثة وسرية.
وقد جرت الاتصالات بوساطة مبعوث الرئيس الامريكي الى الشرق الاوسط، جيسون غرينبلت والذي أجرى جولة مكوكية بين القدس ورام الله في زياراته الاخيرة الى المنطقة.
وحسب المسؤول الفلسطيني اياه، ففي إطار التفاهمات الهادئة بين الاطراف ستواصل اسرائيل سياسة البناء الملجومة داخل الكتل الاستيطانية. ومع ذلك، فانها ستجمد على نحو شبه تام البناء في المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، وفي هذه التجمعات لا يبدأ بناء جديد، باستثناء مشاريع قليلة توجد في سياق البناء بالفعل. وذلك كي لا تتقرر “حقائق على الارض”.
واضاف المسؤول الفلسطيني انه سواء في عمان او في القاهرة مطلعون على التفاهمات الهادئة بين الاطراف.
واضاف بان التفاهمات الجديدة التي تلقت مباركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة عباس تحظى ايضا بدعم الاردنيين والمصريين، المعنيين بالمساعدة في تحريك المسيرة السياسية.
ومع ذلك، يتبين أن أول أمس فقط التقى في هذا الموضوع رئيس الوزراء نتنياهو مع رؤساء الاستيطان ورسم صورة مختلفة جدا.
فقد قال لهم ان التغيير الكبير في الاتفاق مع الامريكيين في موضوع المستوطنات، في ضوء دخول دونالد ترامب منصب الرئيس الامريكي، يتمثل في أمرين: الاول هو الغاء التقييد للبناء خارج الكتل الاستيطانية، والثاني هو الغاء السقوف لعدد وحدات السكن.
وعلى حد قوله، فقد طلبت الادارة الامريكية السابقة عدم البناء على الاطلاق خارج الكتل الاستيطانية أما الان فكل المنطقة مؤهلة للبناء، ولا يوجد اي ذكر لمنع البناء في المستوطنات خارج الكتل.
الاصطلاح الذي تغير يقضي الان بان البناء سيتم في داخل مناطق المستوطنات القائمة في كل المنطقة، ولكن لا يوجد قيد على البناء من حيث مكانها.
وحسب رئيس الوزراء الاسرائيلي في اللقاء، فلا يوجد اي مطلب لتقييد عدد الشقق التي تبنى خارج اسرائيل، ومصادقات البناء تتم حسب تفكر اسرائيل.
قبل بضع ساعات من كشف المسؤول الفلسطيني للتفاصيل ظهر في وكالة “بلومبرغ” للانباء نبأ آخر يبعث الامل في استئناف المفاوضات قريبا.
وحسب النبأ، فقد سحب الفلسطينيون مطلبهم لتجميد البناء في المستوطنات، والذي طرحوه كشرط لكل خطوة تدفع المسيرة السلمية الى الامام.
وجاء التأكيد للتقرير عن القرار من المقرب من عباس ومستشاره الاقتصادي، محمد مصطفى، الذي شغل في الماضي منصب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني.
وفي المقابلة لـ “بلومبرغ” قال مصطفى ان سحب مطلب تجميد البناء هو “قرار مؤقت فقط، كون عباس معني بالسماح للامريكيين باستنفاذ الجهود لاستئناف المفاوضات”.
وشدد مصطفى على أنه “واضح للجميع بانه في كل اتفاق دائم سيكون تجميد البناء وحل المستوطنات شرط لازب. فالفلسطينيون لن يتنازلوا في هذا الشأن”. واطلق مصطفى في المقابلة بشرى هامة اخرى: فبزعمه، سيخفف عباس محاولات رفع الدعاوى ضد اسرائيل في المحكمة في لاهاي على جرائم الحرب، وسيخفف المساعي لادانة اسرائيل في الامم المتحدة.
في الوقت الذي تكثر فيه المؤشرات على استئناف الحوار مع رام الله، توجه الى حماس في غزة مطالب استثنائية بالنسبة لمعاملة الاسرائيليين المحتجزين في القطاع.
ففي بيان استثنائي نشره الصليب الاحمر أمس دعا المنظمة الارهابية الى التعامل مع الاسرائيليين المفقودين “وفقا للقانون الدولي الانساني”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار