رؤية يعلون: سيطرة أمنيّة كاملة بغور الأردن وعلى الداخل والخارج في كامل البلاد وفرض السيادة الإسرائيليّة على المستوطنات والقدس الموحدّة

0
رؤية يعلون: سيطرة أمنيّة كاملة بغور الأردن وعلى الداخل والخارج في كامل البلاد وفرض السيادة الإسرائيليّة على المستوطنات والقدس الموحدّة
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
رأى وزير الأمن السابق، موشيه يعلون أنّ الفجوة بين إسرائيل وبين الفلسطينيين كبيرة،

ولذلك لن نصل إلى اتفاق على المدى المنظور، وعليه يجب العمل وفق مصالحنا، أيْ الانفصال وليس الدولة ثنائية القومية. وتابع قائلاً خلال كلمةٍ ألقاها في مؤتمر “50 عامًا على حرب الأيام الستة”، إنّه عندما جاء رابين بأوسلو لتصادق عليه الكنيست، رسم رؤية سياسية باتجاه كيانٍ فلسطينيٍّ يكون أقّل من دولةٍ، لا رجعة إلى حدود الـ 67 لأنّه لا يمكن الدفاع عنها.

ولفت إلى أنّ إسرائيل تحتاج قوّةً على جسور الأردن وسيطرة أمنية كاملة في غور الأردن بالمفهوم الشامل للكلمة، وسيطرة أمنية على الداخل والخارج على كامل البلاد (البر والبحر والجو)، وفرض السيادة الإسرائيليّة على المستوطنات والقدس الموحدة، على حدّ تعبيره.
وساق يعلون، الذي ينتمي إلى صقور اليمين الإسرائيليّ إنّه إذا كان هناك إنجاز في أوسلو فهو الانفصال السياسيّ عن الفلسطينيين، لديهم برلمان، لذلك فهم ليسوا بحاجة للتصويت في الكنيست، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ المرحلة القادمة هي الانفصال الجغرافي أيضًا، لذلك فأنا لا أوافق أسلوب الاستيطان على كل مرتفع، وإنمّا بما يتناسب والمصلحة الإسرائيليّة وما يوافق القانون. وشدّدّ الوزير الإسرائيليّ السابق على أنّه يجب أيضًا أنْ نسمح للفلسطينيين بالتواصل الجغرافيّ، والسماح لسكّان غزّة بأن يعيشوا في غزة.
وأشار أيضًا إلى أنّه عندما نصنع القرارات يجب أنْ نتخذ القرارات التي تخدم الانفصال، والتي لا تضع حدًا لاستمرار عملية الانفصال. مُوضحًا في الوقت عينه أنّه في المستقبل كنت أتطلع إلى اتفاق لا نحرك فيه لا اليهود ولا العرب، ويمكنني أنْ أقدم أيضًا خارطة كهذه.
وأردف يعلون قائلاً إنّه يجب القول بأنّه من الواضح أنّ الوضع الحالي له انعكاسات على المجتمع والديمقراطية في دولة إسرائيل، تدفيع الثمن والإرهاب اليهوديّ، ولذلك فإنّ أحد اختبارات القيادة الإسرائيليّة اليوم هو الحفاظ على العمود الفقري التقليدي وأسس الديمقراطية في هذا الواقع المعقد، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، قال الجنرال المُتقاعد أودي ديكل مدير مركز دراسات الأمن القوميّ إنّه على الرغم من أنّ السيناريو الأكثر استقرارًا هو حل الدولتين في اتفاقٍ شاملٍ، في هذا السيناريو أيضًا وفي سيناريو إقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة (ليس اتفاق نهائي) المطلوب كيان فلسطيني مسؤول ومستقر ومتعاون وقادر على العمل.
ورأى أنّ المصلحة الإسرائيليّة في مساعدة الفلسطينيين ومعنا المنظومة العربيّة والدوليّة على بناء الأساس المقبول لحكم فاعل، وأضاف أنّه من المقلق أننّا يُمكن أنْ ننزلق إلى واقع الدولة الواحدة بسبب القيادة الخائفة من اتخاذ القرارات الصعبة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا الوضع أفضل من منظور مجموعة في المعسكر اليميني وجيل الشباب الفلسطيني، بل وعرب إسرائيل (فلسطينيو الداخل)، على افتراض أنّ الدولة الواحدة ستتميز بأنها دولة جميع مواطنيها، وكلمّا استغرقنا في التفاصيل فهمنا أن هذا الواقع غير المستقر سيثير سلسلة من الإشكالات وعدم القدرة على الوصول إلى الاتفاقيات والحفاظ على الهوية القوميّة والدينيّة للمجتمعين، بل وستصل الأمور إلى اندلاع الحرب الأهليّة. وبناءً عليه، خلُص الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد إلى القول، علينا أنْ نغير الاتجاه من الانزلاق إلى وضع الدولة الواحدة التي فيها مجتمعيْن مختلفيْن في الهوية والحقوق إلى بناء ظروف الانفصال وتصميم واقع الدولتين، بحسب تعبيره.
أمّا النائب السابق في الكنيست، يوحنان بلسنر، الذي يشغل اليوم منصب رئيس المركز الإسرائيليّ للديمقراطية، فرأى أنّ عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في الجانب الفلسطينيّ وفي المنظومة السياسية الإسرائيليّة تجعل الأمر ورغم عدم وجود تأييدٍ شعبيٍّ كبيرٍ وكأننّا في الواقع نسير باتجاه واقع الدولة الواحدة بين النهر والبحر.
وأضاف أنّه في العام 1967 ضممنا القدس الشرقية وأعلنا نيتنا تحقيق رؤية المدينة الموحدة. من يعرف الواقع على الأرض يعلم أنّ هذا التوجه لم يتحقق، جبل المكبر وشعفاط ليسا في الواقع جزءً من القدس الموحدة، يعني أنّ الواقع يقول إننّا لا نستطيع إقامة دولة يهودية ديمقراطية منصفة في واقع الدولة الواحدة التي ننزلق باتجاهها، حتى وإنْ لم يتخذ قرار معروف بذلك، على حدّ قوله.
بناءً على ما تقدّم، فيُمكن القول والفصل أيضًا إنّ حالة الذلّ والهوان التي تُميّز الوطن العربيّ في هذه الفترة المفصليّة من تاريخ أمّة الناطقين بالضاد، دفعت الإسرائيليين إلى رفع سقف مطالبهم في جميع النواحي، وتوقّفوا تقريبًا عن الحديث عن دولةٍ مستقلةٍ حتى في حدود ما قبل الرابع من حزيران 1967، وتكفي الإشارة في هذه العُجالة إلى أنّه في القمّة الإسلاميّة التي عُقدت في السعوديّة على شرف الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، لم يجرؤ أيّ زعيم عربيٍّ أوْ إسلاميٍّ على ذكر حلّ الدولتين لشعبين.
قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار